أَنِينٌ لِلرّيح...الشّاعر عبد الغني ماضي
أَنِينٌ لِلرّيح
***
لَوْ كُنْتِ عَاِلـمَةً بِـمَا فِي أَضْلُعِــي
أَوْكُنْتِ قَدْ أَبْصَرْتِ مِنِّيَ أَدْمُعِــي
أَوْ كُـنْتِ سَامِعَــــةً أَنِينِــيَ مَـــرَّةً
أَوْكُنْتِ قَدْ قَاسَيْتِ مِثْلَ تُوَجُّعِــي
لَنَسِيـتِ جُوعَكِ غَزَّتِي ثُمَّ انْــقَضَى
عَنْكِ الْبَلَاءُ كَأَنَّـمَا لَـمْ تُفْجَعِي!
سَيَجِيئُ يَوْمٌ يَكْتُبُ التَّارِيخُ عَنْ
خُذْلَانِ مَنْ خَذَلُوكِ لَا.. تَتَوَجَّعِي
وَسَتَكْشِفُ الَأَيَّامُ عَنْ دَرْوِيشِهِمْ
وَعَنِ الْمُحَيَّا الْفَاسِدِ الْمُتَقَنِّعِ
وَعَنِ الصَّبِيِّ يَمُوتُ فِي صَمْتٍ وَقَدْ
خَفَضَ الطَّوَى مِنْ صَوْتِهِ الْمُتَضَرِّعِ
وَعنِ النِّسَاءِ صَرَخْنَ لَكِنْ فِي صَدًى
يَأْمَلْنَ فِي سَيْفِ الشُّجَاعِ الأَرْوَعِ
وَنَسِينَ أَنْ لَا رِيحَ فِي هَذَا المَدَى
لِرُجُولَةٍ.. أَوْ لِلْمُغِيثِ الأَضْلَعِ
وَعَنِ العَجَائِزِ تَشْتَكِي نَظَرَاتُهُمْ
ظُلْمَ العِبَادِ.. بِلَا بُكًى أَوْ أَدْمُعِ!!
آهٍ.. أَغَزَّةَ يَا هَوَى قَلْبِي وَيَا
جُرْحًا تَمَكَّنَ فِي الحَشَا المُتَقَطِّعِ
.
الشّاعر عبد الغني ماضي
تعليقات
إرسال تعليق