غزة فرحة تستحق // بقلم أ. الهادي خليفة الصويعي
غزة..فرحة تستحق
ماشاهدناه من مواقف إنسانية بلقاء الأسرى المحررين بأسرهم والإستقبال الشعبي المليء بالعواطف والدموع والأحضان المشتاقة ..
هذا الموقف المهيب الجليل ما كان ليكون لولا تضحيات.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا..
المصاب جلل والدمار كبير وهذا ليس بمستغرب عن همج لقطاء، وشراذم لا يمتون للبشرية بصلة، فهم أحفاد قردة وخنازير..
لقد عاثوا في الأرض فسادا وأحرقوا الحرث والنسل، ولكنهم لم يحققوا هدفا، ونكصوا على أعقابهم يجرجرون أذيال الخيبة، وتلاحقهم اللعنات، وماينتظرهم أدهى وأمر..
رجال المقاومة في غزة مرغوا انوف شياطين الإنس في الوحل..
وقهروا جيوشهم وبوارجهم وصواريخهم بأسلحتهم المتكونة أساسا من إيمان راسخ، وعزيمة لن تلين، وصبر قد تعجز عنه الجبال، فكان حظهم عظيم، أخذ الله منهم شهداء، وثبتهم، وأثابهم فتحا مبينا..
و رد الله الهمج دون أن ينالوا خيرا..
وقد شاهد العالم المعاملة التي عامل بها رجال المقاومة أسراهم، وقارنها بما يفعله الهمج، وحصحص الحق..
وشاهد العالم كذب إدعاءات الهمج بأنهم قضوا على المقاومة، بهذا الكم الهائل المبارك من رجال المقاومة الذين ظهروا كالأسود في شوارع القطاع..
منظر ألجم العدو، وجعله مشدوها فاغرا فاه مشدوها، وأظهر مقدار كذب الهمج أمام أنظار العالم..
و هذا النصر الذي حققته المقاومة ستكون له تداعيات كبيرة، على جميع المستويات..
فقد نبه العالم الى قضية شعب حاول الأشرار أن يهيلوا عليها التراب لوأدها، وأثبت أن الحق لا يضيع مادام وراءه مُطالب به، وأدخل الكثير من الناس في دين الله، بظهور أية من أيات الله، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، وتم تحرير أسرى من سجون الهمج محكومون ظلما وعدوانا بمؤبدات وأحكام طويلة الأجل فجأهم الطوفان فحررهم ولم شملهم بأسرهم بعد أن قاربوا أن ييأسوا من الخروج، وكان النصر مدويا فأصم اذان المرجفين الذين تحججوا بالعدة، وأذعنوا للعدو، وأتخذوا واشنطن قبلة لهم، وأخذوا يثبطون المؤمنين ليربكوهم، فأخزاهم الله، قال لهم أقعدوا مع القاعدين، فقد كره سبحانه وتعالى إنبعاثهم حتى لا يضعوا الفتنة بين المؤمنين، وجاء نصر الله والفتح المبين رغم تخاذل المتخاذلين وتقاعس المتقاعسين، ورغم غياب النصرة والنخوة عن الملايين المحيطة بغزة، إلا من رحم ربي، وتحقق النصر وظهر المقاومين أسودا كواسر في شوارع غزة فأرهبوا عدو الله وعدوهم، لم يمسسهم قرح، بل إزدادوا قوة ومنعة، وفرح المؤمنون بنصر الله..
وكبر الصادقون في مشارق الارض ومغاربها، وسجدوا لله شكرا.
اللهم لك الحمد والشكر.
الهادي خليفة الصويعي،،ليبيا
تعليقات
إرسال تعليق