دموع الأمل //بقلم أ. عبد العالي لعجايلية
دموع الأمل
في صمتِ الليالي، خلف حجاب القمر،
تتساقط الدموع كأسرار الكون الأولى،
ترتّل صلواتٍ على مذبح الذاكرة،
حباتٌ من ندى الخلود،
تنساب على وجه الحلم المكسور،
تتحدى صرير الريح،
وتُشعلُ في رماد الفجر نجمةً أخرى،
كطائرٍ يهوى التحليق فوق جراح الأرض،
حتى لو كانت أجنحته من وهمٍ وريح.
يا دموعًا قدّها الخالق من نورٍ وحزن،
أنتِ لحنٌ سماوي يزاحم أهازيج الموت،
نغمةٌ تعلو فوق صخب الظلام،
تُطهر القلب كينابيع البراءة،
تتسلل إلى الأرواح المنهكة،
كما يتسلل النسيم إلى بساتينٍ عطشى.
فيكِ تنبض الحياة بحزنها النبيل،
وفيكِ تنمو أشجار الحكمة،
تمدّ جذورها إلى أوجاع الأرض،
وترفع أغصانها إلى سماء الأبد.
تُشرقين كأمطارٍ على أراضٍ أحرقتها الحروب،
كشمسٍ تُحارب ظلال الألم،
تُحيين في العدم معنى الخلق،
وترتقين بصمتكِ فجوات الزمن.
يا دموع الأمل، أنتِ مرآةُ الروح،
تجعلين الألم صلاةً،
والصمتَ تسبيحةً.
في قلب كل دمعةٍ منكِ،
ينبت نداءٌ إلى السماء،
يشقّ العتمة كوميض البرق،
ويعلن أن النور يولد دائمًا،
حتى من رحم السواد.
أنتِ أسطورةٌ مكتوبة على صفحات القلب،
تحكي عن قوة الإنسان،
حين يصنع من وجعه درعًا،
ومن ضعفه سلاحًا،
ويواجه أقداره كجبلٍ لا ينحني.
يا دموعًا تكتب ملحمة الأرواح،
لا تخشي السقوط،
فكل سقوطٍ إليكِ بداية صعود،
وكل انكسارٍ فيكِ مهد انتصار.
أنتِ نشيد البقاء،
ووردةٌ تنبت بين أنياب الصخر،
تُعلن أن الحب لا يندثر،
وأن الأمل، وإن تكالبت عليه الرياح،
يبقى الشعلة التي لا تنطفئ،
وشاهدًا خالدًا على عظمة الإنسان.
بقلم : عبد العالي لعجايلية .
تعليقات
إرسال تعليق