'" انبثاق الوعي '"أ. عبد العالي لعجايلية

 '" انبثاق الوعي '"


تحطّمتِ القيودُ، وتبعثرتْ شظاياها نورًا،

تحتَ أضلعي تفجَّرتْ، كأنني ثقبٌ في السَّماءِ مسطورًا.

كانَ جسدي صخرًا، في ليلِ الوَهمِ مطمورًا،

فأصبحَ خطا في رمالِ الوجودِ، يُمحى ويُسطَر مرارًا ودُهورًا.


في شرنقةٍ بينَ الظلامِ والصباحِ،

كنتُ سرابًا في صَحراءِ الرياحِ،

لا شمسَ تدفئني، ولا ظلٌّ يحنو،

والزمنُ يسري دونَ مِراحِ.


ثم انفجرَ الوعيُ كبرقٍ شَقَّ السماءَ،

جناحايَ قُصَّا، فكنتُ سهمًا يُمزِّقُ الفضاءَ.

كأنَّ الزمانَ في صدري تقلَّصَ،

والليلُ في عينيَّ تلاشى، وتلألأ الضِّياءُ.


زحفتُ كعصفورٍ تهاوَى جناحُهُ،

كجسدٍ منبوذٍ، كسفينةٍ ضاعَ رُبَّانُها.

كان الجرحُ مرًّا كالعطرِ في الليلِ،

فتحتُ عينيَّ، وإذا النورُ سيفٌ في الجَوفِ تحرَّرتْ روحُهُ.


ثم جاءني صوتٌ من الأعماقِ، يُناديني،

هل كنتَ ظلًّا أم سِرًّا دفينًا في الآفاقِ ..؟

"الظلامُ مأوًى، والريحُ أُمٌّ، بل هُدْنَةٌ،

فهل تعودُ إليها أم تمضي دونَ إشفاقِ ..؟


لكنني ثُرتُ كالرِّيحِ الهَائجة،

أحاربُ بُعدًا، وأمزّقُ سَائرَ الطّرائقِ.

فلم يكن النورُ أملًا، بل معركةٌ عاتية،

والظلالُ تسائلني: أما آنَ لكَ أن تفتَرِقَ عن العوائقِ ..؟


واليومَ أقفُ على حافةِ القَدَرِ، مُربَكًا،

كأنني جسرٌ بينَ المجدِ والخَطَرِ، يترنَّحُ.

أمامي طريقٌ طُويَتْ فيهِ الأقدَارُ،

وخلفي ليلٌ يَهْوِي، يُنادِيني: "اخْتَرْ... لكن لا تَتَرَاجَعْ."


فماذا أَصْنَعُ ..؟


بقلم : عبد العالي لعجايلية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

تحايا...توفيق السلمان

علامة إستفهام؟فتحي موافي الجويلي