'" يا بائع الحلم "' بقلم : عبد العالي لعجايلية

 '" يا بائع الحلم "'

بقلم : عبد العالي لعجايلية.


 يا بائعَ الأحلامِ. أين مضى المدى  

وهل يباع  الوهم بسلاح العدى 


تركتني في التيهِ وحدي هائمًا

 أجري وراء حلم تاه مجددا 


دلِّلْ خطى قلبي، فليلـي مظلمٌ

قد ضاعَ دربُ النورِ من عمق الصدى. 


ضاعَ الرجاءُ، كقطرةٍ في مهملٍ

فوق الجبال وفوق صخر جلمد


وأنا الظَّماءُ، أُفتِّشُ الأحلامَ عن

بيتٍ ويأويني، وحب واحد


فكُّ قيودِ  الوهم في زمن إذا

جعلَ الحنين لجرحِنا متوقدا 


ما عدتُ ألقى ما أُريدُ بقلبِهم

قلبي مليء بالأسى لم يسعد


أهذي بأحلامي، وأعلمُ أنني

في آخرِ الأطرافِ، لن أتَسيّدا


أركضْ وراءَ سرابِ أفقٍ غائمٍ

والأملُ المأمول ماتَ مُقيدا


ما بينَ صمتِ الروحِ، ليلٌ قاتمٌ

أرجو نجومَ الحزنِ أن تتوقّدا


يا بائعَ الأحلامِ، ما لي حيلةٌ

ما عدتُ أملكُ غيرَ باب مُوصد


فإذا تبيع   الحلمَ، فامنحْ لي وطنْ

أبقى به، أملا  أراهُ مرشدا 


إني أُريدُ من التمنّي مهربًا

قلبًا نقيًّا، طاهرًا متعبّدا


دعني أُغنّي للحنينِ حكايتي

فالصمتُ أوثقَ لحنَه وتجمّدا


سافرتُ في ليلِ الدجى متوحِّدًا

أرجو وصالَ النورِ، أُبصرُ ما بدا


كم عاتبَتني ذكرياتي لحظةً

وسقتْ فؤادي كأسه المتمردا 


يا بائعَ الأوهامِ، مهلاً إنني

أمضي وحيدًا، غارقا ومشردا 


هل تدركُ الأحلامُ إن طالَ النوى؟

ام أنك الأحلام من عمق الجوى 


ضاعَ الطريقُ، وكلُّ دربٍ موحشٌ

لا شيءَ يهمسُ للسؤالِ إذا  أتى 


أينَ الذي إن زارَني أحيا المدى؟

وعادَ بالقلبِ المعنّى إن بدا


كلُّ الوجوهِ تساوتِ الألوانُ في

إلا الحنينُ، فصدقُه لا يحتذى 


إنّي تعبتُ من انتظاري مقبلا 

فكن رحيما بالذي ذاق القذى 


لمّا تراءى الحلمُ في كفِّ الكرى

ظننتُ أنّي قد بلغتُ من الهدى


مددتُ كفّي نحوَ ضوءٍ خادعٍ

فإذا به طيفٌ تلاشى ما ابتدا


ناديتُها لكنّ صوتي خائفٌ

ضاعَ الصدى بينَ الخرافةِ والردى


فإذا الحياةُ مسرحٌ من وحشةٍ

والحلمُ دورٌ في مآسيهِ اغتدى


وقفَ البياعُ على عروشِ سرابه

وباعَني طيفًا وخنجرَه  قدى


قالَ: اشترِ الأملَ الكبيرَ بدمعِ من 

بالحلمُ لا يهدي، ولكنْ يُفتدى


فارحمْ شتاتي إن بقيتَ مؤمِّلاً

فالعمرُ ظلٌّ في الفراقِ ممدّدا


إن لم تكنْ حلمي، فكنْ لي لحظةً

أحيا بها قبلَ المماتِ إذا بدا


يا بائعَ الأحلامِ، إنّي ها هنا

ما عدتُ أرجو غيرَ موتٍ  منجد


خذني إلى وطنٍ يحبُّ ضياعَنا

ويضمّنا إن ضاقَ فينا وارتدى


فالحلمُ مولودٌ يتيمٌ بيننا

يولدْ، ولكنْ لا يعيشُ بلا فدى


فاسدلْ ستارَ الليلِ، إنّي راحلٌ

عن مسرحٍ ضجّت خُطاهُ بأن  كفى


_____________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود