أحاجي الوجود ...أ. عبد العالي لعجايلية

 أحاجي الوجود 


في ظلالِ الليلِ ضاعَ النهارُ

والسؤالُ أسيرٌ والجوابُ فرار

تَجلى العدمُ في كفِّ النَّدى

واحتارتِ الشمسُ بينَ السَّرابِ والنار


في جنانِ الفكرِ، غابت رؤى

وتراقصتْ الأحلامُ بينَ غارٍ ودار

هل نحنُ في الحلمِ أم بينَ حلمٍ

أم سرابٌ يُبعِدُهُ القرار


الألمُ يشدُّ أزْرَ الضميرِ،

وفي صوْتِهِ تتماوجُ الأقدار

هل الحياةُ شقاءٌ أبدًا

أم نرجو من الليلِ شمسًا تُثار


في البسمةِ يكمُنُ حزنٌ دفينٌ

وفي البُكاءِ أملٌ قد يُغارُ

وإن سالَت الدموعُ سَخِيَّةً

كان في الجوفِ عذلٌ وجارُ.


فهل التناقضُ فِعلُ الحكيمِ

أم عبثٌ يرميه العقلُ والحوارُ

في جنونِ العقلِ ضاع اليقين

والحلمُ والماضي يحتدمانِ كإعصار


فالحقيقةُ سرابٌ تراه العيون

والوجودُ سؤالٌ في الكونِ يُدار

تجمعُ الآمالُ من طيِّ الفِكر

ثم تذروها الريحُ حين يُثار


ومسارُ الحياةِ سطورٌ مُعتمة

أطيافُها تترددُ بينَ أقدار

كلُ بابٍ يُغلقُ خلفَ حكاية

وكلُ وجهٍ يَصمتُ يحملُ أسرار


ففي عواصفِ الزمانِ، يختبئ

الحلمُ كطيفِ المساءِ المُنْهار

وتتأرجحُ الأرواحُ في عيونِ الخلق

بينَ الفرحِ والأسى، تلتقي الأنوار


ما بينَ الحريةِ والعبوديةِ

نرقصُ فوقَ نصلِ الإختبار

نسعى لنفهمَ مُعاناةَ الوجود

وبينَ الأبعادِ تنشأُ الأقدار


فلتسألِ النفسُ عن ماضيها

فكلُّ جرحٍ يُحيي شوقًا وأفكار

وفي المرايا، نرى صورَنا

ونفكرُ: هل نحنُ أم تُرابٌ أَخطار


في النهاية، نرحلُ جميعًا

خلفَ تلكَ الأستارِ نتبعُ الأنجُم

فأفكارُنا طيفٌ في هذي الدار

تنسابُ في الليلِ، كأنها أحلام


عبد العالي لعجايلية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود