مخاضُ القصيدة...عبد الكريم السعيد
مخاضُ القصيدة
اللَّيْلُ مَوْعِدُ مَخَاضَ الْقَصِيدَةِ
أَكَابِدُ أَوْجَاعَهُ كَنَهْرِ الْفُرَاتِ
وَقَدْ سُدَّتْ فِي وَجْهِهِ مَنَافِذُ الْعِنَاقِ
لِجَدَائِلِ دِجْلَةَ
الْأَوْجَاعُ سَرَايَا حَرَسٍ سِجَانٍ
تُغْرِي شَهِيَّتِي لِلْأَنِينِ
وَاللَّيْلُ يَلُفُّنِي قَصِيدَةً كمِعْطَفِ
طِفْلٍ رَضِيعٍ يَرْتَجِفُ فِي سَاعَةِ الْوِلَادَةِ
يُؤْصَدُ بَابُ الْإِبتِسَامَةِ فِي وَجْهِ الشَّمْسِ
وَيَفْتَحُ أَبْوَابًا مِنْ الرِّيحِ مُشْرَعَةً لِلصَّرَاخِ
وَحْشٌ كَاسِرٌ هُوَ الْقَلَمُ مُتَقَلِّبٌ فِي الْمِزَاجِ
يَبْتَزُّ حُرُوفِي وَيُمَزِّقُ بِمَخَالِبِهِ أَوْرَاقِي
أُشَاطِرُهُ الْمِزَاجَ رَغْمَ أَنْفِ الْفِكْرَةِ
وَأَتَقَلَّبُ مَعَهُ حَيْثُ يَشَاءُ
يَغُوصُ فِي أَعْمَاقِ النَّفْسِ يَبْحَثُ عَنْ ذِكْرَيَاتٍ حَزِينَةٍ
وَيَرْسُمُ دَائِرَةً حَمْرَاءَ عَلَى وَمْضَاتِ الْفَرَحِ
اللَّيْلُ وَالْقَلَمُ تَوْأَمَانِ
وَالْفِكْرَةُ كَأْسٌ مِنْ الْخَمْرِ
يَرْتَشِفُهُ جُنُونُ شَاعِرٍ فَتُولَدُ
قَصِيدَةُ الْغَِوايَةِ
عبد الكريم السعيد
تعليقات
إرسال تعليق