في مهب السؤال ...أ. معز ماني

 في مهب السؤال ...

سأمضي إلى المجهول لا شيء يغري

سوى غربة في الحلم تمضي وتذري

نهار بلا شمس يطوى على شفا

ارتياب ضمير ضاع بين المساري

تواكل وقت فوق جدار ممزق

وأمل كظل باهت في مساري

تعيد الدهور الكاذبات رواية

كأنا على خيط الأسى في انتظاري

وأحلامنا تمشي كأيتام لهفة

إلى باب غيب لا يجيب الحوار

كأن الفرح طفل تخلى عن الصدى

وضاع بأحشاء السكون الغباري

كأن الحنين ملامح قد تساوت

ووجه الأسى مرسوم طين دثار

قلوب تصك الريح من شدة البكا

ولا برد فيها بل وجيع انفجار

ماض يجرجرنا كسجين تقيدا

وحاضرنا في مقهى وهم محاري

ومستقبل خلف السحائب مغلق

كأن الدخان الستر فوق المسار

وصرنا جمادا لا حراك ولا صدى

فحتى الصراخ استراح من انتظار

وأين العقول مقيدة في زنزانة

تعاقب إن فكرت في الابتكار

سؤال لماذا صار جرما معلنا

كأن الضياء جناية الأحرار

تساقطت الأرواح تحت مطارق

من العرف والتقليد والانكسار

وخوف الجنون سياج كل مبادر

فمن ذا يخوض الخوف في استبشار؟

وما المجهول إلا باب نور لم ييفتح

ومهد اكتشاف الذات في الإصرار

فذاك الكهف الركن فينا المنفى

هو النور إن نمشي إليه بوقار

هناك هناك ستولد من رماد

كطير الرجاء تعيد لون النهار

فيا أيها الباحث في الظل عنك

تقدم فمن أنت ذاك الانتصار  ...

                                  بقلمي : معز ماني


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود