تناسخُ المعاناةِ في جسدِ الصبر ،..شعر يوسف جواد

 تناسخُ المعاناةِ في جسدِ الصبر ،،

مـا كُلُّ هَــمٍ يُــداوَى إن بَـكيتَ لَـهُ

بَعـضُ الجــراحِ إذا أسـرَرتَــه بَـرَدَا

كم من أسيرٍ تَمنّى البوحَ فـانفَجَرَتْ

أعـماقُــهُ كَمَداً لمـا اشتكى جـسَدَا

وارْوِ الـحنيـنَ بِـصـبـرٍ لا يُـفــرّطُــهُ

بـوحُ القلوبِ إذا ضــاقَ الفؤادُ نَـدا

فـاصبرْ فـإنّ الــذي بالسرِّ مُحتَسِبٌ

يَلقى السّـكـينةَ إنْ للهِ مــا قَـصَــدَا

فـالعينُ تدمعُ والأحشــاءُ في كَـمَـدٍ

والقلبُ يشكو ولا يَجني الــذي وُعِدا

إنّ البُكــاءَ شِـفــاءٌ حـيـنَ تُـطـلـقُـهُ

لكنْ يُضاعفُ وجــداً حينَــما فَـقَـدا

كــم مِــنْ حَزينٍ يُـغنّيـهِ التـجلُّـدُ لا

يبدي انكســاراً وإنْ ما بارَحَ الجَلَـدا

واستلزم الصمتَ زادًا لا يَخــونُ إذا

ما الضيقُ أرخى على الأرواحِ مُرْتَعَدا

واصبِرْ إذا ما طغى في القلبِ من ألمٍ

فـالصبـرُ يُــنبـتُ آمـــالاً ومُــتَّـقَـدا

واهتـفْ لِــربٍّ إذا ضــاقتْ منافذُنا

يُجلي الهمومَ وإن طالَ الرجاءُ غَــدا

لَنْ تُـخـذَلَ اليـوم والآلامُ مـا بَرِحتْ

مــا دامَ سِرُّك بالإخلاصِ قد صَعَدا

فالكونُ يَسمـعُ مــن في القلبِ أنَّتَهُ

حتى وإن صمتتْ منــه الِشفاهُ رَدى

واصبـرْ فللدمــعِ أبوابٌ إذا انغلقتْ

جـــاءَ الرجاءُ ونــورُ اللهِ قـد وَعَـدا

مـا خابَ من طرقَ الأبوابَ مُعتمدًا

بابَ الكريمِ إذا مــا ضاقَ مُــرتَقَدا

واغمُر فؤادَك بالذكرى إذا عَطِشَتْ

أرضُ اليقينِ وسـالَ الشكُّ مُنفـردا

إنّ القلوبَ وإن طالَ الأسى عَطِبتْ

يُحيي الرجــاءُ بها روحًـا إذا شهِدا

وكــلُّ جــرحٍ وإن أخــفى أنينَ دمٍ

يُبرَى إذا الصبرُ في الأرواحِ قد غَرِدا

وإن تــعثَّـرتَ فالــرحمنُ يَـرفَعُـنا

مــا خابَ عبدٌ إذا للهِ قــد سَجَـدا

يوسف جواد ،،