قصة الضمير...د. غـانـم.الـخـوري

 .        الضمير


هند شابة خريجة كلية الفنون قسم الديكور متزوجة من ( قصي )  صيدلي منذ خمس سنوات بعد علاقة حب جمعت بينهم من خلال حفل زفاف لأصدقاء مشتركين تم بها التعارف لأول مرة لتكون بادرة علاقة تكللت بزواج سعيد و ناجح، رزقا بعدها بطفلهم الأول نادر. 

كان قصي صيدلي بارز في المجتمع و إسمه متربط بوالده الدكتور ( جمال ) الذي يملك مشفى الهلال 

 إحدى أشهر المستشفيات في البلد. 


في أحد الأيام كان على هند أن تأخذ ( نادر ) لمراجعة طبيبه في المستشفى كي يتلقى إحدى اللقاحات الدورية. 

و بينما كانت تهم  الدخول لغرفة المعاينة سمعت إحدى الممرضات تتحدث مع زميلة لها عن بعض المعلومات الخاصة بملف أحد الأطفال المرضى و الذي سيتم نقله  لأحد غرف العمليات في المستشفى و ذلك لإستئصال واحدة من كليتيه و بيعها لجهة معنية بتجارة الأعضاء.


كان لهذه المعلومة وقع الصاعقة على مسامعها

وانتابها الحيرة بعد تفكير قصير وسريع

وعدة أسئلة هل معقول ماسمعت 

كذبت الأمر أكثر من مرة  وقالت من غير المعقول

 ربما الممرضات يتكلمن عن قصة أخرى بينهم او عن مسلسل يتابعونه

ولكن الفضول تملكها وجعلها تحاول التحقق من المعلومة ربما يوجد سر مخفي

لما انتهت من عملها بالمشفى عادت مع ولدها ( نادر ) إلى منزل العائلة حيث والد زوجها الدكتور (جمال) مقيم  ولا يخرج كثيراً في الأونة الأخيرة منذ ثلاث سنوات  لأنه مريض وصحته متعبة ( على قد حاله)

وقد أوكل متابعة أمور المشفى لدكتور صديقه يثق به

ويراجع الأمور معه كل فترة دون الذهاب للمشفى

  ولما التقت عمها والد زوجها سألت عن حالته وصحته

ثم طرحت عليه سؤال عن  أخبار المشفى والدكتور الدكتور رضوان المكلف بإدارة المشفى

 س.عمي كيف هو الوضع بالمشفى وهل تعلم بمايحصل بها ؟

 استغرب ( جمال ) لهذا السؤال وقال الأخبار تأتيني دورياً والأمور بخير وأعاد عليها السؤال .

 لماذا تسألي هل هناك شيء لا أعرفه ؟

 قالت لا إنما خاطر على ذهني

وتابعت الحديث عمي ! هل تثق بإدارة الدكتور رضوان؟

 ج:العم  :

رضوان صديقي و معي بالمشفى من زمان وهو نشيط ودائماً يقوم بعمله بدقة

  هند على خير عمي سأترك حفيدك عندك وأذهب لأقضي بعض الأعمال وأعود إليكم

و ذهبت إلى  زوجها ( قصي )

 الذي استغرب قدومها وسألها عن سبب الزيارة

 فقصت عليه ماسمعت بالمشفى ونقلت شعورها بالقلق وإنه يجب التحقق من الموضوع ؟

قال لها أكيد يجب التحقيق 

و خطرت له الإستعانة بأصدقائه من الجامعة ( منصور  و راما )

كانوا بالمسرح الجامعي

ليدخلهم المشفى بحجة أنهم يحتاجون إلى كلية

وذهب إليهم واتفق معهم على التعرف  بمريض يحتاج إلى كلية ويدخلوه للمشفى و بعد السؤال عثر على الشخص المطلوب

 وادخلوه المشفى   وكان رأي الأطباء أنه يحتاج للغسل الدائم حتى يوجد له متبرع لزرع كلية 

وهنا قام الممثلون بدورهم وأظهروا أنهم ممكن أن يدفعوا أي مبلغ من أجل إبنهم 

 فتدخل أحد الممرضين وقال إنشالله خير تعال معي لوسمحت

ثم انفرد به وقال أنا أجد لك كلية ولكن السعر مليون

 قال منصور  أنت ممرض  معقول كلامك

 أجاب الممرض أنا لي علاقة مع الطبيب الذي يجري العملية

قال منصور رتب لقاء معه  و أنا جاهز

 وبعد ذلك تم التعرف على الطبيب 

وأصبح بالإتهام ممرض وطبيب  وتم إخبار  ( مالك)

الذي حضر إلى المشفى وجلس بمكتب والده والتحقيق معهم تأكد من أن والده لايعلم بمايجري بالمشفى واعترفوا بأنهم يقومون بهذا الأمر بمعرفة مدير المشفى ( رضوان ) وهو الرأس الأكبر

 وبعد ذلك تم إعلام الأمن بذلك

وتم التوسع بالتحقيق من قبلهم لتتمكن السلطات من ضبط شبكة كبيرة لتجارة الأعضاء

كانت تستغل حاجة وعوز  الفقراء للمال و أخذ أعضائهم وبيعها وتستغل أصحاب الحاجة المرضى الميسورين ببيعهم 

ولهم اتصال وارتباط مع جهات خارجية

 وأحيل الموضوع للقضاء


 د. غانم ع الخوري ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود