ماذا فعلت..؟ أ. خالد الخطيب

 ماذا فعلت..؟ 


أنا أستعدُّ لوأدِ كلِّ حماقةٍ

ولرَميِ كلِّ مشاعري.

أحتاجُ مَن يُثني عليّ في الحقيقة

وفي الخيالِ المستحيل

وعلى نهاياتِ الورق.


لن ألتفتْ

لن أعتذرْ

أنا مَن تحطَّم خاطِرُه

وتعطَّلتْ نبضاتُ قلبِه فجأةً

مثلَ الذي وسطَ المحيط

لن ينجو منه من الغرق. 


مُتسائلًا: ماذا فعلتُ؟

لا في نبوءةِ ساحرة

ولا في قوافي شاعرة

مذكورٌ أني مُستهلُّ حكايةٍ

ماذا جنيتُ؟

لكي يُزملني الهدوءُ بثوبهِ

ومُهمَّشًا

جنديٌّ في ساحِ القتال

والغدرُ يحملني بضعف

جاء ارتكابُ المجزرة

من الرقيقةِ إذ أظن 

مِمَّن بها أنا قد أثق.


لن تستريحَ وسادتي من الدموع

حتى تُشكِّل غيمةً

تحتجُّ تشكو للفصول

شحَّ الرياحِ مع المطر

تُضفي انعكاساتِ المرايا من الجمال

في سقفِ بيتي المحترقْ.


ما عُدتُ أحملُ طاقةً

قولوا لها:

ما عاد قلبي يستمدُّ من الزوابعِ عصفَها

ما عاد حرفي يُستثارُ بقصَّةٍ

لو بات في طيَّاتِها أكوامُ حُزن

لو حملَها قهرٌ عظيمٌ من الهموم

ما عُدتُ أركضُ مستقيما بلهفةٍ

خلفَ القصيدةِ في متونِ الخاطرة

قررتُ أكسر فرحتي..

كلُّ القِداحِ مع الطبق.


لا لن أعودْ

حتى تعودَ لتعتذر

عن جُرمِها في خرقِ قانونِ الوفاء

كالوحيِ جاء حديثُها

مُتيمِّنًا كلَّ ابتهالاتِ الدعاء

لا لن أعودْ

حتى تعودَ الشمسُ تُشرقُ من غروبِها

في كلِّ ظرفٍ للزمان

حتى تُثيرَ معازفي

حين الظلامِِ وفي الفلقْ.


فنجانُ قهوتي قد نسيتُ مذاقَه

وجريدتي تحكي تفاصيلَ النزوح

وتعفُّنَ الخبزِ المقدَّدِ بالتوابلِ والمَرَق.


لمّا وُلاةُ الأمرِ قدُّوا قميصَها

هم راودوا الشرفَ النقيَّ بغزَّةٍ

لكنهم خسروا الرهان

الآن بوصلةُ الخريفِ تقدهم

تقتصُّ ممنْ قد تَخاذلَ ما نطق.


عنقُ الزجاجةِ لا يزالُ بلا معالمَ للهروب

قد أحكموا بنيانَه

نصبوا المتاهةَ أُحجِيّات

لو أننا فكّرنا في بعضِ المخارجِ للنجاة...

بيدي أُهزُّ المطرقة

أهوي على الصرحِ العظيم

ليقول: أنتم مَن صدقْ!


خيّبنا ظنَّ النائمينَ على الحصير

وهناك خلفَ ندائهم

خلفَ البكاءِ بخيمةٍ

شبّهتُ حالي بحالِهم

خيّبتِ ظنّي في الوصال

عدّلتِ ميزانَ الهوى

كنتُ هناكَ كما الجميعِ سواسيةً

لا فرقَ بيني وبينَهم

رتّبتُ كلَّ حديثِهم

إلّا معي.. لم نتّفق.


خالد_الخطيب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود