قراءة التحليليةبقلم : دلال جواد الأسدي لقصيدة الاستاذ المبدع: Yosef Jawad

 قراءتي التحليليةبقلمي :  دلال جواد الأسدي 

لقصيدة الاستاذ المبدع: Yosef Jawad


جدلية الألم والنهوض


عرض لنا الكاتب مبارزة الحروف وقرع الطبول في ميادين الأمل الذي لا يندثر، تحدٍ وإصرار ومثابرة في جعل الحروف مصباحَ نورٍ يُوقد من بصيص الأمل وتفاؤل.


تجسيد الألم والصراعات الحياتية مع الروح المقاومة المتصدية لأي إحباطات.


الشكل العام:


لدينا قصيدة تعزف على أوتار موسيقية عذبة في تدعيم النفس، وحثّها على العمل والتفاؤل بشكل صادق، وحرص كبير لجعل الأمور في نصابها الصحيح.


نُظمت القصيدة على وزنٍ معين أغلب الأبيات، والالتزام بالقافية بشكل كبير.


عرض الكاتب فلسفة جميلة وبهية نحو تقديس معاني الإنسانية السليمة، وترسيخ الإيمان بشكل كبير من خلال التفاؤل، الصبر، التحمل، وصنع من المحن والحزن جسورًا للسعادة والعمل الجاد نحو الأفضل.


تفصيص معاني الأبيات وتفنيدها:


يا دمعةَ القلبِ إنَّ الدمعَ قَــدْ سُكِبا

هَـلّا تصوغيـنَ مـن أحزانِكِ الذَهبا

داوي جراحـكِ بالأحــلامِ واحتضني

مـا طــارَ من خافقٍ بالهمِّ قد صُلِبا


برمجة الحروف لتُطلق نفحات الشعور بكل عزٍّ وكبرياء، ويُصاغ حروف العزّ والإباء بكل وقار.


تعطي الأبيات انطباعًا نحو حشد الهمم، لتبقى شامخة رغم كل ما تمر به.


معالجة العلل والإخفاقات، وكل ما يمر به الشخص بعروش الإصرار وعدم التخلي.


وذلك باستخدام: (داوي، صُلِبا).


هنا الواعز منطلق من الذات، والدافع من الداخل.


الرسالة التي تضمّنتها الأبيات:


تمثّل رسالة الكاتب بشكل واضح: تعزيز التفاؤل يجب أن ينبع من الذات، التي تستطيع أن تجد طريق النور لها.


لا تَـهجُـري الحلـمَ في ليـلٍ نُـعانقُه

فالفجرُ يأتي ولو بالصمتِ مُحتجِبا

وراقصي الدمـعَ كالأطفال إذ لعبت

ورافقي مِــن ثِـقالِ الحزنِ ما طَرُبا

لا تنظـري للمرايا في انكسـارِكِ بل

لبسمـةٍ في غـدٍ قَــد أينعـت عنبا


هنا استكمل الكاتب طريق الوعظ للنفس في تنظيم منهجية تفكيرها، والذي ينعكس على أمور حياتها.


لدينا في هذه الأبيات إسهاب كخريطة تعامل، ومسار رُسم لاتباعه، بدعوة للتمسك بالحلم، واختيار الصحيح للمعارك التي نخوضها في حياتنا، لكي لا نخسر.


مع جرعة تفاؤل، بالرغم من وجود الحزن والجراح.


رفق الكاتب ومضات من كلمات، لدعوة لنبذ التشاؤم، وعدم سيادة النظرة السوداوية للأمور، بكل روح متفائلة ومشرقة.


لا تنظـري للمرايا في انكسـارِكِ بل

لبسمـةٍ في غـدٍ قَــد أينعـت عنبا


المضادات:

 • يكاد يسود على القصيدة عرض المضادات، وعرض الجانب السلبي والإيجابي.

 • ودعوة للامتثال للإيجابية، ونبذ العوارض التي تُعَبّق التقدم، النجاح، التفاؤل.


المحسنات البديعية الجمالية:


أبدع الكاتب في التلاعب على أوتار هذه المحسنات لتقريب الصورة التشبيهية، وإعطاء صورة بلاغية أعمق، بمسحة جمالية متزنة وبليغة.


لدينا: كطفل، المرايا المنكسرة … إلخ.


إن الربيعَ وإن غابت خمائلُهُ

سيستعيدُ غدًا ما كان قد سُلبا

والجرحُ مهما تمادى في خريفِ أسى

سيورقُ الصبحُ فيه غصنهُ الرطِبا


هنا يعرض لنا الكاتب يوسف عرض المضادات، مثل:


الربيع والخريف

هنا وظّف شاعرنا الراقي استخدامها بشكل يخدم الأبيات، في الإشارة لطبيعة كل منهما، فالربيع يدل على النمو والازدهار، والخريف يمثل التساقط والسبات.


لكن باستخدامها معًا، يعطي رسمًا صوريًا للمشهد بدلالة تعاقب الفصول، وعدم الاستمرار على نمطية واحدة، سواء في دعم وتشييخ النفس، أو في تشبيه الكبوات بالخريف، ورجوعها للازدهار بالربيع وجمال عبيره.


لا تُطفئ النورَ إن جارَ الزمانُ فكم

في ظلمةِ الليلِ ضوءًا صافياً وهَبا

وسطّرِ النورَ في عينيكَ أغنيةً

تُحيي القلوبَ إذا ما اليأسُ قد نَصَبا


هنا لدينا استعراض التفاؤل والتشجيع في أبهى صوره، خُطّ بمشاعل النور الموقدة من فتائل العمل الدؤوب والمستمر.


استمر الكاتب في لغة النضال للنفس المثابِرة، في عدم مبالاةٍ لمن يحاول خَفْتَ الهمم والتقاعس.


ومهما كانت الظروف ضد الشخص، يصنع من فَتَلات الأمل سراجًا ينطلق منه.


يدعمها الإصرار، والإيمان الراسخ بالنفس، والمبدأ، وما نريد تحقيقه.


كفيكِ من وجعِ الماضي تأوّههُ

فالحُزنُ إن طالَ لم يُبقِ لنا نَسبا

فاصبرْ وإنْ طالَ دربُ الحزنِ منحنياً

فالجرحُ يُنبتُ في الأعماقِ مُرتقِبا


لدينا في ختام القصيدة توجيه نصيحة جميلة لمن يقف على أطلال الماضي، ويَتمسّك بالمفقود، ولا ينتبه لما يُفقد بين يديه خلال ذلك.


وعرض لنا تأثير الحزن على النفس، وتبعات ذلك من الإحباط، والتأثير النفسي والصحي الكبير.


تكليل الأبيات الأخيرة بدعوة للصبر، للوصول إلى الغايات والأهداف، مهما كانت الرحلة شاقة وشائكة، لكن لا بد من نهاية لذلك الحزن، من نسائم الأمل.


اللغة والأسلوب:


استخدم الكاتب المبدع لغة قوية ومتماسكة، يسودها الصدق والنصح الرشيد بطريقة جميلة. انسياب الأبيات بشكل سلس، نُظمت على البحر الكامل، ومقفّاة بشكل متماسك، بقافية مدهشة.


اسلوب التكرار : 

استخدام الكاتب  مركزية فكرة معينة وحاول تجسيدها بمختلف المضادات لنفس النمط بشكل عال من تنظيم 

لتاكيد المعنى المواد فلم يحيد الكاتب بكل بيت عن معنى  والرسالة التي تريد بثها من خلال أبياته  بشكل جميل  وملفت 


الرأي الخاص والخاتمة:


قصيدة إرشادية من الدرجة الأولى، نُظمت بشكل بليغ، عرضت مدى تمكن الكاتب في استخدام أبياته بشكل صحيح وخير توظيف.


وجّه الكاتب جُملًا من النص من خلال الضمير المستخدم للنفس، لجعل الصورة مقبولة للمتلقي بشكل أكبر، بأسلوب سلس وجميل، مع تظافر المحسنات البديعية الراقية الجميلة.


أكثر نقطة من وجهة نظري: المضادات، بمثابة طرح للمشكلة والحل:

 الحزن والسعادة

 الظلام والنور

 الربيع والخريف


كلها تعطي إيحاءً للنفس المتعبة، بجرعات تشجيع، ودعوة للتمسك بالأمل والسعادة والإيمان، وعدم التخلي.


وكل هذا تحت مظلة الصبر، الذي يكلل كل جهدٍ بتحمل، في انتظار حصاد التعب.


شكرًا لهذه الحروف الراقية التي أعطت إضافة ونفحاتٍ إيمانيةً تشجيعيةً للنفس من خلال قراءتها.


تحياتي: دلال جواد الأسدي 

أليكم النص 


جدليّة الألم والنهوض ،،


يا دمعةَ القلبِ إنَّ الدمعَ قَــدْ سُكِبا

 هَـلّا تصوغيـنَ مـن أحزانِكِ الذَهبا


داوي جراحـكِ بالأحــلامِ واحتضني

 مـا طــارَ من خافقٍ بالهمِّ قد صُلِبا


لا تَـهجُـري الحلـمَ في ليـلٍ نُـعانقُه

 فالفجرُ يأتي ولو بالصمتِ مُحتجِبا


وراقصي الدمـعَ كالأطفال إذ لعبت

 ورافقي مِــن ثِـقالِ الحزنِ ما طَرُبا


لا تنظـري للمرايا في انكسـارِكِ بل

  لبسمـةِ في غـدٍ قَــد أينعـت عنبا


إن الــربيــعَ وإن غــابت خَـمـائلُهُ

 سيستعيدُ غــداً ما كان قَــد سُلبا


والجرحُ مهما تمادى في خريفِ أسى

 سيورقُ الصبحُ فيـه غصنهُ الرَطِبا​​​​​​​​​​​​​​​​


فامنـحْ ليأسِــكِ لحـناً فيــهِ أمنيةٌ

تُغني الرجـاءَ وتُبقي الحلمَ مُغتربا


لا تُطفئ النورَ إن جارَ الزمانُ فكم

في ظلمةِ الليلِ ضوءاً صافياً وهَبا


وسَـطِّـر النــورَ في عينيـكَ أغـنيةً

تُحيي القلوبَ إذا ما اليأسُ قد نَصَبا


يكفيـكِ من وجـعِ المـاضي تأوُّههُ

فالحُـزنُ إن طـالَ لم يُبقِ لنا نَسبا


فاصبرْ وإنْ طالَ دربُ الحزنِ مُنحنياً

فالجرحُ يُنبتُ في الأعمـاقِ مُرتَقِبـا


يوسف جواد ،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود