بدم العنب // بقلم أ . محمد الخزامي
دمُ العنب
مأساةُ بناتِكِ يا وطني
دمٌ ممزوجٌ بالعنَبِ
لا نعرفُ يوماً أحلاماً
لا نَشبَعُ يوماً من لَعِبِ
إن جاعَ الطفلُ بليلتِهِ
فصراخٌ من هولِ التَعَبِ
وبراءةٌ بنتٍ تذبحُنا
إذ نادتْ في شدةِ غَضَبِ
تحتاجُ الدفءَ إذا بردتْ
والفقرُ يحاربُ عن كَثَبِ
يقطفنَ العنبَ إذا ضاقتْ
دنيا تترصدُ بالشِعَبِ
عنقودٌ يبكي في وجعٍ
وهمومٌ تسكنٌ بالجُعبِ
إن مست أيدٌ تقطفُه
حباتٌ ترقصُ بالطَرَبِ
عَرَقٌ يتصببُ في شرفٍ
يحكي أمجاداً بالكتبِ
بقروشٍ لا تُشبِعُ بطناً
عفت ونفوسٌ من ذهبِ
لكنَّ الموتَ يحاصرُنا
ويلحُ علينا بالطلبِ
لا يرحمُ أماً أو بنتاً
حلمت بالعودةِ من نصبِ
طرقاتٌ صاحت في صوتٍ
مخنوقٍ يبحثُ عن سَبَبِ
أكفانٌ ضمَّت أفئدةً
فاحترقَ القلبُ منَ اللهَبِ
ونعوشٌ سارت تُفجعُنا
كقطارٍ يسرعُ في عَجَبِ
صَرخاتٌ دوت في وجعٍ
أحزانٌ عمَّت كالسحبِ
قد ماتَ حنينُكَ يا وطني
والعالمُ يصدحُ بالكذبِ
لن ننسى طرقاتٍ رُويَتْ
بدمٍ ممزوجٍ بالعنبِ
تعليقات
إرسال تعليق