خرج من حوارِ نجماتٍ // بقلم أ. خالد_الخطيب

 خرج من حوارِ نجماتٍ وأفلاكٍ... في حضرةِ البوحِ النافذِ من القلبِ والمستقرِّ في القلبِ... دَهشةٌ في كلِّ سؤالٍ وجوابٍ.

كتبتُ عن غزَّةَ كلماتٍ تحملُ صمتًا... يحملُ أكوامَ ضجيج.. 

أصبحت غزَّةُ على مرمى الموتِ دونَ خوفٍ.. 

تختبئُ تحتَ الهدمِ.. تحتضنُ رصاصاتٍ صُنِعَتْ من نفطِ أُمَّةٍ انتهكَتْ بكارةَ طفلتِها.. 

تفلتَتِ الكلماتُ من مشاعرَ خاليةٍ من كلِّ فرحٍ...

شكَّلت أكبرَ نكبةٍ... شكَّلت النُّزوحَ المُرَّ... شكَّلت وجعَ سنينَ...

فصلٌ واحد

لا نحلم سوى بالوجع

فمتى يلتئم الجرح؟ 

إبنة الحرف وسليلة الكلمات

مخاض الحرف أنجب مئة نبوءة

كلها تبشر بالنجاة

لا بأس في قطيعٍ يتبع الذئب للسلام

لا بأس في نعاجٍ جعلت من الثعلب حارسا على فطيمها

المجزرة عظيمة ولا شهود.. كلهم شهداء

في عمق الحفرة التي شكلتها قذيفة مدفعٍ من سعيرٍ وجحيم.. 

هناك خلف الجدار العازل تسهرُ الشياطين على أنغام أزيز الطائرات.. على صوت أنين الثكلى.. على مقربةٍ من الموت الكثير.. تجمعهم غانيةٍ وكأس خمر.. نخبكم حلقوم.. وكأساً من صديد.. 


العالمُ يستقبلُ الخبرَ من خيمةٍ لم تسلم من زَخِّ الرصاصِ ومن المطر..

المسافةُ بين أن تكونَ حرًّا أو أسيرًا.. هي أن تكونَ ضمنَ حدودِ غزَّة...

ضمنَ دائرةِ القصف..

هنا تَعرفُ النجومُ أقمارَها... هنا تتسابقُ الأحلامُ لِتتحقَّقَ.. هنا تتَّضحُ معالم الطريق.. 

تحتضرُ الفراشاتُ في قلبِ الحصار.. 

في كلِّ زاويةٍ شهيد..

العالمُ نائم.. 

غارقٌ في سبات.. 

لم يأبَه لِحَرق... أو قاطعِ طريق..

الحجرُ والشجرُ صلَّى آخرَ الليلِ في رحلةِ لُجوءٍ طالَ ليلُها..

المطرُ بلا سحاب..

دونَ رعدٍ..

لم يرغبُ أحدُنا بالبرق... 

الكلُّ يبكي فرحاً..

في كلِّ خيمةٍ شهيد..


حتى فُتات الخبزِ تخلَّى عن غزَّةَ..

والماءُ غادرَها دونَ أن يلتفت حتى.. 

الزمهريرُ تمكَّنَ من جلودِهم.. 

عظامُهم صرختْ.. مُحاوِلَةً مغادرةَ الجسد.. أرواحٌ هائمة.. 

لقدِ التهمَت الكلابُ أجسادًا طاهرة.. 

هنيئًا لها.. 

تُبعَثُ مع شهيدٍ.. 


لا بأس.. فالحياةُ تخونُ الشرفاء.. 

صرخةٌ من قلبِ الموت.. 

تحملُ زوبعةَ فكر.. وحقبةً من الزمن.. 

تسرقُ منَّا الذكرياتِ على شفا الحرفِ المتشبِّثِ بطينةِ الأرضِ وزيتونِ جدِّي.. 

صرخةٌ عزفَها نايٌ من قَصَب.. 

كسروهُ من منتصفِه.. 

لم يعُدِ اللحنُ يحملُ نغمَ طير.. 

ماتَتْ عصافيرُ غزَّة.. 

حرَقوا أعشاشَها.. 

في المدينةِ رجلٌ حكيم.. 

أشعلَ التَّنورَ في قلبِ القصيدة.. 

لم يَعي السطرُ احتراقَ الورق.. 

كِسَنابلِ القمحِ صارَت رماد.. 


خالد_الخطيب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود