أنْ تَرى بما لا يُرى // بقلم أ. يوسف جواد
أنْ تَرى بما لا يُرى ،،
ما الكونُ إلا فكرةٌ في خاطرٍ
تَمضي ويُخفي سِرَّها التّكرارُ
تحيا وتسألُ هل وجودُك ثابتٌ
أم أنّــهُ وهمٌ بــهِ نحتارُ
نمضي وتُذهِلُنا الظنونُ كأنّنا
حُلْمٌ تُصَوِّغُـهُ لنــا الأقدارُ
والعقــلُ مِـرآةٌ ولكنْ زَيَّفَتْ
صُورَ الحقيقةِ ضِدَّها الأنظارُ
من قالَ إنّا ندركُ الأشياءَ في
ذاتٍ لهـــا في ذاتِنا أسرارُ
نحنُ الظِلالُ على جدارٍ غامضٍ
نرنو ويُطفئُ نارَنا الإصـرارُ
واخفضْ جناحَ الظنِّ واسمُ بنورِه
فالحــقُّ لا يَخشـى ولا يَنهــارُ
واصمتْ، ففي الأعماقِ كونٌ ناطقٌ
يعلو إذا مـــا خافَنا الإظهارُ
وانصاعَ فيكَ النورُ دونَ تكلُّفٍ
فالحقُّ فيكَ وما سِواهُ غِمارُ
نورُ اليقينِ هو انبثاقُ دلائلٍ
بالفِكرِ لا يسمو لها إنكارُ
واخفِتْ جِراحَ الشكّ إنْ نادتْ بها
رِيحُ الخُرافةِ وانبرى الإعصارُ
فالضوءُ فيكَ وإن تَوارى برهةً
لا ينطفي إنْ أقبلَ الإصرارُ
والصمتُ عند حدودِ ذاتِك حكمةٌ
فبهِ تُرَبِّتُ جهلكَ الأسَرارُ
فانزلْ عن الأوهامِ زيفَ مَظاهرٍ
ما كلُّ من نطقَ اليقينَ يُجارُ
يوسف جواد ،،
تعليقات
إرسال تعليق