مزاميرُ العاقلِ في زمنِ الزَيف // بقلم أ. يوسف جواد

 مزاميرُ العاقلِ في زمنِ الزَيف ،،


لا تَـطلُبِ الخَيْرَ مِمَّنْ شِيبَ مَعْدِنُهُ

فَــالـخَيْرُ يُطلَبُ مِــن غُــرٍّ أجاوِيدِ


والدَّهْرُ في المَكْرِ لم تُحمَدْ عَواقِبُهُ

قــد يَرفَعُ الجِلفَ مِـن قومٍ رعاديدِ


ويُهبِطُ اللَّيثَ مِــن أوسـاطِ مَعقِلِه

حَتّى يُـساويهِ بـالخُنْـثِ المنـاكـيدِ


وصــاحبُ المـالِ يَفنى مـا بِحَوزتِهِ

فَيُصبِـحُ المــالُ في كُــفٍّ أبـاديـدِ


لا تَصحَبِ البُخلَ فَهو اللُّؤمُ مُقترِناً

فالجــودُ طَبعُ كِرامِ الأصلِ والجيدِ


والصِّدقُ نورٌ يُضيءُ الدربَ مُبتسِماً

والكذبُ ظُلمـةُ نفسٍ ذاتِ تَـنهيـدِ


لا تَأمَنِ العيشَ مهما كــانَ في دَعَةٍ

حَتّى وإن كُــنتَ في عُـمـرِ الأمـاليدِ


قـد يُقصَفُ العُمرُ في رَيعانِهِ وكذا

قـد يُنسَأُ المــرءُ يُـغزى بالتجاعيدِ


فَحـاذِرِ الـدَّهْرَ إنَّ الـدَّهْرَ ذو نُـوَبٍ

فقد تَرى الصقرَ يُشوَى بالسفـافيدِ


لا تَـركَــنَنْ إلى الــدُّنيا وزُخــرُفِهـا

فالعيشُ يُقضى كطَيفٍ حلَّ بالبيـدِ


والمالُ يَفنى ولو كدَّستَ مُـحتشداً

والــذِّكرُ يَبقى جَميـلاً غيرَ محـدودِ


واعملْ لنفسِك خيراً قبلَ مَصرَعِهـا

فـالموتُ يـأتي بِــلا وَعدٍ لموعــودِ


واحـذرْ مُخـالطــةَ الأشرارِ معتزمـاً

فالطبــعُ يَسري كنــارٍ هَـبَّ بالعودِ


والصبـرُ مُــفتاحُ كلِّ الخيرِ فالتَزِمَنْ

نهـجَ التجلُّــدِ في بُــؤسٍ وتـنكيــدِ


وابـذُلْ لِذي الحَقِّ حَقّاً غيرَ مُنتقَصٍ

فالعدلُ منـجاتُـنا مـن شـرِّ مرصودِ


والـعِـلمُ كَــنـزٌ ثَــمينٌ لا نَـفـادَ لـهُ

يَبقى مـدى الــدهرِ في نَـفعٍ وتأييدِ


كـم عــالمٍ عــاشَ مجهـولاً بمَنزلةٍ

ثُـمّ استنـــارتْ بــه الــدنيـا بتأبيدِ


فالعلـمُ يُعلي مـقامَ المرءِ مُحتَرماً

والجهـلُ يُـرديهِ في بَحرٍ مِـن المِيدِ


لا تَـطمَـعِ النفـسَ في وُدٍّ يُزخـرفُــهُ

مَـن ليسَ بالوُدِّ في أصــلٍ بمَعْهـودِ


وابــذُلْ مـكارمَكَ الحُسنى لمـرتفقٍ

فالبـذلُ يُزْجي النفوسَ الغرَّ للجـودِ


واحـذرْ تقلُّبَ دهــرٍ مــا وَفى أبــداً

فَـكم أذلَّ كِــراماً حــالَ تَــجـريــدِ


واعلمْ بأنَّ الــذي يُعطي سيأخــذُهُ

والظلمُ يـرجعُ بـالخُســرانِ والحِيْدِ


لا تَغـتـررْ بـزمـانٍ طـــابَ مَشــرَبُـهُ

فالســمُّ يَكمُـنُ في كــأسِ القناديدِ


والنـاسُ بِالجِـدِ لا تـخفى طبـائعُهُم

فاختَرْ لـنفسِكَ مِـن صُحبٍ محاميدِ


واصبِـرْ على نائباتِ الـدهرِ مُـحتسِباً

فالصبـرُ يُكسِـبُ آمــالاً بمــقصــودِ


واعمـلْ لآخــرةٍ تـبقى نـعيــمَ فــتىً

والعُمْـرُ يـمضي كَــلمحٍ في التباعيدِ


وانـظرْ إلى مَن عـلا في الناسِ منزلةً

كيفَ انـتهى لـضريحٍ تـحـتَ أخدودِ


واستـغفِـرِ اللهَ مِــن زلّاتِ سـالِـفــةٍ

واسلكْ طريقَ هُــدى الأبرارِ والصِّيدِ


يوسف جواد ،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

منفى الرسائل...شعر خالد الخطيب

ابوي علمني ...هبة أبو السعود