في رحاب الحب // بقلم أ. زهرة بن عزوز
في رحاب الحبّ
ماذا لو...؟
ماذا لو جئت معتذراً تطرد
اللّيل وعباءته عن كلّ نصوصي
الّتي نسجتها وجعاََ وعلّقتها مذبوحة
على جفون عينيك تستجدي الوصال؟
نظراتك الغرثى ونور محيّاك البهيّ
تتدلّى كخيوط شمسي الباهتة المنسيّة
تغيب عنها صباحات شتائي القارص
وأظنّ أنْ لا شروق لها أبداً
ماذا لو جئتني معتذراً؟
تراني معقودة بصفحات أيّامي
متحيّرة تتعرّى اعتذاراتي أمامها من لحظتي
ومن كلّ ما أدّعي أتعثر بظلّي مبعثرة
لا حيلة لجسمي ليحملني، ولا وجهة لخطاي
أمامها تتعب بوصلتي مشوشة
لا صبر يتحمّل عالم آهاتي المخنوقة
وأنا على آمالها متشبّثة
متصبّرة
أسدل ستائر الأفق من حولي
أبسط ألوان طفولتي أمام دروبي
وبياض أشرعتي الّتي حملتها الرّياح
قبل يوم ولادتي
أتحسّس من قريب صوت صرختي
وأنا أخرج من رحم النور عتمتي الأبديّة
سنوات عشتها وسكنتها رغما عنّي
عايشتها مجبرة
فأجدني في صومعتي نهاراً هادئاً
يلفّني بقرنفلة ناعسة وليل جسور الأنياب
جعلتني أكتفي بنبض عروقي
وبصيص من ضوء
شقّ طريقه في جسد اللّغة
الّتي أخذت تتساقط منها حروفي
سهواً أو عمداً
لا أدري... حقّاً لا أدري
هنا.... هنا... بين أناملي
انطلقت منّي.... ومن إرهاصاتي
فجاءت كلماتي... وكتبت لي وللحبّ
كأنّها سيول تجرفني للبعد المجهول
من شموخ الأنا كأنّه الانسلاخ
دفقاً يروي ما تبقى منّي
لست أراك كما عهدتك
إلاّ ضوءاً ينير مساءات خافقي
وناراً تستعر في صومعة أحلامي
وفي ساحات يقظتي
أخطفها خلسة من ملامحك
وأنت تتمعّن في صورتي
الّتي وشمتها على أوعيتك المفعمة بالحبّ
في لوحة تجاوزت عمري بعقود
تقرؤني دون شمعة أو نور سماويّ
أتحسّس قُبلاً محروقة ماتت على الشّفاه
شهيدة...
أنا شهيدة الحبّ، أنا
منزوية بعيداً عن الأزهار والأضواء
الّتي تنتحر محتفظة بعطرها
وهي متروكة على بقايا مقصلة متعبة
تخاطبني بلغة الحبّ والغرام
صفقات أجنحة الطّيور الفرحة
تحتضنها السّماء بسعتها وجمالها
بحجم لغة الأمواج الّتي تسكن الشطآن
بلغة الطّبيعة والتضاريس المختلفة
الّتي تسكن وجه الأرض
لتُسمع أصواتها وهي تعانق أبواق السّماء
مغرّدة عند شفاه الكون
ترمي إلى البحر سدف اللّيل لتحييه
تخفّف عنه ملوحته وخشونته
ليكتمل السّفر والانطلاق والسّهر
وتترجّل الأرواح تعانق رمال الشّواطئ
تزرع النّور في ملكوت الفضاء
ودروب الحياة
بقلمي، زهرة بن عزوز
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق