عش //بقلم أ. حامد الشاعر
عش
صباك هنا و التصابي
تباهَ بشدوك بين الروابي ــــــــ و غنِّ و أهل الغنا لا ترابي
و كن في الهوى ذلك المتصابي ـــــــ و كن طيّبا للعدى لا تحابي
تملَّ بكأس الهوى لا تكسرْ ــــــــ و قبل الثمالة تلك الخوابي
و نايا تذكرْ و من دونه لا ــــــــ تسافر و لا تنس حمل الرباب
نداء الهوى المستجاب بسكر ـــــــ يلبى فمن كأسه المستطاب
،،،،،،،
فلا شيء منه ألذ فأدمنْ ــــــــ به مستلذا لذيذ الشراب
و يكفيك من كأسه ما تلاقي ــــــــ تملَّ سكورا بطيب الرضاب
و عش قصة فيه لا تنتهي كي ــــــــ تعود إلى عنفوان الشباب
تلذذْ بكل العذابات فيه ــــــــ و يحلو الهوى لذة بالعذاب
و عن أمره لست يجدي التغاضي ـــ و يجدي مع الأغبياء التغابي
،،،،،،،
يلذ اختمارا و قلبي سقاك ـــــــ و من شهده المستطاب المذاب
هنا عش صباك و هذا التصابي ـــــــ هناك به اشتد وقع المصاب
محبا فقل للمحبين شعرا ــــــــ و عد للبيان و فصل الخطاب
و كالعاشقين فكن مستهاما ــــــــ و سمي المحبة باسم الحباب
و صاحب كبار العقول فلن تس ــــــ تقيم سوى بامتحان الصحاب
و داوي العليل ستشفي الغليل ــــــ بفرض السؤال و رفض الجواب
،،،،،،
و في اللوم كن منصفا للحبيب ـــــــ و مهما يطول زمان العتاب
و ألقِ سناك عجيبا أراك ــــــــ تحط السنى من وراء الحجاب
و ناغ الهوى لا تناغي المهاوي ـــ تجد في المعالي علو الصواب
و غيضا لسوف ترى في الذهاب ــ و فيضا لسوف ترى في الإياب
ذهابا إليك عهدناه هُدْنا ــــــــ إيابا فعدْنا بحسن المئاب
،،،،،،
و من كل شيء بلغت مرادا ـــــــ بلغت مراما بغير النصاب
على مارد يتصابى أراك ــــــــ ملاكا تغر برمي الشهاب
بقوم غضاب فنحن ابتلينا ــــــــ فلا ترض من يحتمي بالغضاب
و عز مصابي فلا تبتليني ــــــــ بفرط الشذى بأذى أو معاب
إذا ما سقيت السكارى بخمر ــــــــ الهوى لا تحاول انتزاع اللباب
،،،،،،،
حياتك عش عاشقا أو عشيقا ــــــــ و كن في الحمى كالمليك المهاب
هو الحب للداء يبقى دواء ـــــــ و يبقي على القلب بعض العباب
يجازى العدو عليه عقابا ــــــــ و يجزى المحب بحسن الثواب
تعال عجيبا و كن لي مجيبا ــــــــ ترى الحب يأتي بأمر عجاب
حضورا بهيا فكن مستطيبا ــــــــ فلسنا نطيق دوام الغياب
،،،،،،
بهذا الهوى لا يفيد اجتنابي ــــــــ أنا في هواك مهيب الجناب
و قبل المسير إليّ تحرَّ ــــــــ معي سالكا عن جميع الشعاب
من النار و الريح أخشى و فوق ـــــ هشيمي فلا تلق عود الثقاب
لهذا فعش منك ذاك الهدير ــــــــ إلى بره رد بعض الضباب
و لا تخش حكم المنايا و حيا ــــــــ إلى حكمة عد و عد للكتاب
،،،،،،،
و عند التردي و كالعارفين ــــــــ فقل لست إلا أديم التراب
و حرا فكن في القرار و هاجر ـــــــ و لا تمضِ عبدا بوادي الذئاب
تريث و قبل القرار قريرا ـــــــــ فلا تكثرت بنباح الكلاب
هناك وقفنا نراك حذار ــــــــ هنا و الوقوف بباب اليباب
سواك فما قد دواك عمارا ــــــــ هواك فكم يبتلى بالخراب
،،،،،،
أدم ما بنيت و كل البنى لا ــــــــ تهدم و واصل بناء القباب
و لاسم الحقيقة فانظر و مهما ــــــــ جرى لا تبال برسم السراب
يشف المكان و دون الحساب ـــــــ يمر الزمان مرور السحاب
تمتع بدنيا الصبا و التصابي ـــــــ تجد في الصبايا احمرار الخضاب
و أمشي وراء الكواعب زهوا ـــــــ و تدري خطاي بزهو الكعاب
،،،،،،،
و تنأى بعيدا و طول النوى من ـــــــ تناءى فلن تحتويه النوابي
تركت الشذا للربا و المرابي ـــــــ و تمضي الأقاحي و حيث الروابي
فلم أفتعل ما يريبك يوما ــــــــ لماذا وقفت طويلا ببابي
و طوبى و للودعاء فشيدْ ــــــــ وديعا قلاعا لنا بالطوابي
و عذبا قل الشعر حتما تجازى ـــــــ فمن ربه بالعطايا الرغاب
،،،،،،
العرائش في 29 يوليوز 2025
قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب
بقلم الشاعر حامد الشاعر
تعليقات
إرسال تعليق