صَمْتُ الْمِئْذَنَةِ //بقلم أ. يوسف جواد

 صَمْتُ الْمِئْذَنَةِ وَالْبِلاطِ عَلَى جَنَازَةِ الرَّغِيفِ ،،


عادوا بطيفِ الخبزِ فوقَ ظهورهم

يمشونَ  والصمتُ  الثقيلُ   يوافي


رجعوا   وذي  الأيدي  تَجرُّ  معونَةً

وأبٌ     وَفَلْذَتُهُ       على      الأكتافِ


جاءَ الأبُ  المفجوعُ  يحملُ  حِلمَهُ

قد  نامَ   فوقَ  الجيدِ   نَومَ     زفافِ


ما كانَ يحملُ  كيسَ قَمحٍ    مثلَهمْ

بل   راحَ    قايضَ    روحهُ    بِسُفافِ


طفلي   تناثرَ    بينَ     نارٍ    والدُّجى

وغدا  حديثَ   الجوعِ   والإجحافِ


يا مَن تُسائلُ  ما  الذي   قد نرتجي

نرجو  الحياةَ  بطُهرِ   هذا   الغافي


إنّي  حملتُ   على الضلوعِ  وداعَهُ

ومضيتُ كالمطرودِ دونَ  شِغافي


قد كانَ  يُمسِكُ كفّيَ  اليمنى  فلم

أعرفْ  طريقَ  السيرِ   بعدَ   زحافي


هذا   الدقيقُ  شهيدُنا   قد   خطَّهُ

دمُهُ   على  وجهِ   الترابِ   الصافي


ولدي شهيدُ  الخُبزِ  تَعساً   للدُنى

يا   ليتني   قَدْ  مِتُّ   مَوتَ   عِجافِ


أينَ العُروبةُ هلْ غدتْ وهمًا وهل

باتت    شِعاراتٌ     ذرى    الأشرافِ


أينَ  السيوفُ  وأينَ  نخوةُ   يَعرُبٍ

باعوا السُروجَ  وقد رضوا   بإكافِ


صمتوا   وطفلي    يُستباحُ    كأنَّهُ

عِرضٌ    يُنادى    فوقَ   كلِّ  مِنَافِ


تبًّا   لزيفِ   الحرفِ  إنْ لم يزدري

نومَ  الجموعِ    وجُبنِهِم  كخِرافِ


يوسف جواد ،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

العجوز والماء… وجنازة الوطن // بقلم: جبران العشملي

ابوي علمني ...هبة أبو السعود