تَفَرُد الحدث...قلم مختار القرشي

 تَفَرُد الحدث

/////////////////////

صرخت عندما توفي رضيعُُ

امُّهُ فالتقت جميع العصورِ


بحثت هل له شبيه بعصر

مات جوعاََ ولو بشيئ يسيرِ


وله أمة ترامى مداها

إعتلاها عدوها كالحميرِ

**************

هز الجميع رأسه بالنفي

هارباََ من خزي ذلك الصنيع

وطأطأوا رؤوسهم 


تساءلت تلك العصور هامسة

لقد رأينا من يموت دونما سبب

ألم يعش برغم كل نفط

 أمة  العرب 

وكل ما في الكون من ذهب 

أما لهم قصور من قصب

أليس جيشهم جيش الغضب


ألم يجد كسرة خبز يتقي بها الفناء 

ألم تنبت الأرض

وتمطر السماء

هل ماتت الأسماك في البحار

والزرع والأشجار

فكيف مات لا أبا لكم إذاََ

 يا معشر الأشرار


جميع هاتيك العصور والحقب

ما قبل طوفان الغرق 

وعصر البرونز والزجاج والمدر

وعصر المغول والتتار

جميعها تبرأت من مثل ذلك الشنار

جميعها جاءت لأمه معتذرة 

تلعن أمة العرب

وعالم يكذب في إعلامه

بلا سبب.


نادوا  بحقِِ للكلاب والقطط

وعالم المهمشين

والأقليات 

وليس هكذا فقط

بل أعلنوا حق المخنثين

ورسموا لهم شعارا

والفوا لهم نشيدا

ورفعوا لهم علما


طفل صغير ما تجاوز السنة

في أجمل البقاع مصطبرا

أكثرها كرامة وعزة

وخلقا ودين 

يموت جائعاََ لأنه أبى يلين

أبى الفرار من بلاده

وآثرالحنين 


يا رب نونِِ والقلم 

ماذا سيسطرون

ماذا يكون عذرهم

ليُعذرون


ياعالم السلام

يا أيها العصر الدنيئ في أخلاقه

يا أيها الشنيع

كيف سمحت أن يموت 

جائعاََ بغزة رضيع.


يا أيها العصر الذي غزا الفضاء

ألم تر في كل ما تأتي به

كم أنت عالم فضيع


قلي....إذاََ

هل ياترى حقيقة

قد مات جوعا ذلك الرضيع

برغم كل ما امتلكت من تقدم

وقفت عاجزاََ يا أيها الوضيع


إلى الفضاء حلقت مراكب

التقدم 

وما استطعتم

 جلب لقمة

لجائعِِٓ تبا لكم 

وهكذا تقدم


تباََ لكم إذاََ وتب

ولكل من كذب 

وكل حكام العرب


ماذا غداََ سيكتب التاريخ

عن مثل هكذا حدث

وكل هاتيك الجثث


والله ياعرب

لو صدق الغضب

لما تجرأ اليهود

وحاصروا جرذاََ لكم

ومات كالرضبع جائعاََ

 بلا سبب

مات الصغار والكبار

ولم يزل ذاك الحصار

يا أمة المليار

يكفيك هذا العار


عليكم الخزي ما

تدفق النفط لهم

من أرضكم

ما مخرت سفنهم 

مياهكم

ودنست جيوشهم

 نقاء أرضكم

مات الرضيع وما أسال

دمعة ضميركم

تعساََ لكم

سحقاََ لكم.

بعداََ لكم


ألقرشي/مختار عباس

27/7/2025

أليمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

العجوز والماء… وجنازة الوطن // بقلم: جبران العشملي

ابوي علمني ...هبة أبو السعود