على ذمّةِ الصبر…..أنمار عبد الله
على ذمّةِ الصبر…..
كم مرّةً
رقّعتُ وجعي
بإبرةٍ من وهم،
وخيّطتُ نزيفي
بخيطِ رجاءٍ مهترئ؟
كم مرّة
أخفّيتُ السؤال
في جيبٍ صمتي
كطفلٍ يتيم
يخشى أن يُزعج المساء؟
أُخبّئ في صدري
جنائزَ خرساء،
أحلاماً مُلقاة
عند حواف النسيان،
ونبضًا يتنهد.
أتقنُ فنّ التماسك
كجدارٍ لا يشكو.
اما قلبي...
مدينةٌ قديمة
ضربها الزلزال،
تُخفي ارتجافها
خلف ستائر من غبار،
تتلوّى
تحت الأنقاض.
تجمع شظاياها
كما تُجمع الأحلام
من ذاكرةِ مريضٍ بالنسيان،
وتكتب نفسها
كلّ فجرٍ
بخطٍّ مهتزّ
على جدرانٍ
لم يبقَ منها سوى اللغة.
كلّ مساء
أربّت على صمتي
بكفٍّ من ريح،
فيعضّني صوتٌ
كان لي يومًا،
ثمّ انكسر.
و حين أبلغ قاع النبض،
أفتح فتحةً صغيرة
في قميص حزني،
وأدع فيه الضوء
يدخل خلسةً،
كطفلٍ يتسلّل إلى المذياع
ليسمع أغنية النجاة.
أعلّق على جدار داخليّ
قصيدةً لم تولد بعد،
ووردةً يابسة
تشبهني…
وتصرّ أن تزهر.
وفي صدري،
أربّي عصفورًا من لهب،
يعلّمني الغناء
ولو بصوتٍ مكسور.
وأهمس لقلبي:
“زلزالك…
ليس نهاية المعنى،
إنّه الشقّ
الذي ستنبت فيه
أوّل زهرةٍ
لا تعرف الخوف.”
Anni
Anmar Alabdallah
أنمار العبد الله
تعليقات
إرسال تعليق