حقيبة الصيّف...د. سيف الدين علوي

 حقيبة الصيّف

يجمع الصيف جثته

من على ساحل البحر عارية

و منمّشةَ الجِلد 

بعد جِماع الأشعة بالرّمل

مالحة و منمّشةً بالبرَصْ.. 

يبحث الصيف عمّا يزرّر عروة تبّانه الدّاخليةَ

 دونما طائل ثمّ يترك بنطاله الرثّ

يلحسه الموجُ في كفن الجزْر 

قربَ قوارب مهجورة في جوار الصخور

و يأتزر فوق عورته قطعةً من قماش شفيفْ..

"سوف يأتي أنوفًا غريمي الخريفْ!"

يُنشدُ الصيف دندنةً 

وهو يجمع أغراضَه فوق كاهله في انكسارْ

صُرّةً من رماد الهجير

و يمضي على عجل

مثل أعرجَ مبتهجٍ لا يصدّق أنّه 

في اختتام احتفال الفصول

على قبحه قد رقَصْ..

يترك الصيفُ بهجته و لظاه.. 

تثاؤبة الحالمين..

لمسة العائمين على جمرةٍ من حرير ..

بصمة العاشقين في ريش نورسْ ..

و سِلالا من الشوق يملؤها الحلمُ فارغةً 

و فواكهَ من قبلات على شهوة 

في المحيطِ و أكياسَ ذكرى

شعاعا مُنكّسْ..

يحزم الصيفُ أنفاله ضجَرا 

و قلوبا تَعَلّكُ خاثرةً في ارتخاءٍ

و أمزجةً من زجاج مُذابْ

يحمل الصيفُ جثمانهُ 

وأفانينَهُ في الرتابة و اختلاس البكاءِ الطروبْ

و سرب الأغاني الهجينَة 

قطعان موج الشواطئ 

و العرايا البريئات لسن يُعِرن اكتراثا 

لأيّ غريبْ 

يُشيّعها 

في قاربٍ من سرابْ..

يَشرَق الصيفُ في الرمل 

وهو يغور: 

" حين يأتي لنا موسم قادمٌ 

أقطفُ الرّيحَ لامرأةٍ لا تبالي

أغسل الشمسَ في زبَدٍ يتلاشى

أ قرعُ كأس الحضور لنخب الغيابْ

و أقعي

على مهل أحترقْ".

_______<

سيف.د.علوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة روح...زهور الخطيب

العجوز والماء… وجنازة الوطن // بقلم: جبران العشملي

ابوي علمني ...هبة أبو السعود