من رواية (((قدر أنثى))) // بقلم أ. ربيعة وصيفي

 وقفت في ثبات وقالت لوالدتها التي كانت تنظر إليها في ذعر جراء هذه القوة التي أصبحت عليها وتحاول التماسك حتى لا تسقط الدموع  وتعلن إنهيارها   " في هذه الحياة وأثناء تجاربنا عشنا ما لا نريد ونلنا ما لا نستحق ... وفي فترة ما من أعمارنا قضيناها نسأل أكنا نستحق كل هذا الألم لنتعلم ...أم أننا أفرطنا في أحلامنا ونسينا أننا في واقع يغتال الحلم ... فمع أننا عشنا حياتنا  بالصبر والتحمل إلا أنكم لم تخبرونا بأن نغادر ما يؤذينا  ... وها نحن ذا ولكن بعد فوات الأوان وقد وصل الى أرواحنا وتغلغل داخلنا ... لسنا ضعفاء ولم يصبنا الإحباط بعد ولكن وصلنا لمرحلة نفذت فيها طاقتنا  وانتهى رصيد الأمنيات لدينا وبتنا لا نعلم ماذا ينتظرنا بعد ...صمتت لبعض الوقت ثم بعثت تنهيدة طويلة  وأكملت " لا تقولي مرة أخرى كغيرك كم كانت صغيرة أو متى كبرت فيها كل هذه الهموم ...أو كم كانت نقية في عالم لا يعرف سوى المكر  ... أو منحت روحها لمن لم يقدر كل مجهودها ... وبذلت جهدها فى سبيل وهم ظنته حقيقة ... فهذه التي أمامك الآن بعدما استنزفت مشاعرها حتى آخر قطرة وهي تحاول أن تثبت لمن حولها أنها لا تشبه أحدا ... وتشبثت بما كان يجب أن تتركه منذ البداية إلى أن  وجدت نفسها وحيدة ... تتأمل ماضيها بسخرية  وندم  وقد أدركت متأخرة أن بعض المعارك خاسرة حتى قبل أن تبدأ ... وأنها لا تستحق الإقتراب منذ البداية ... واليوم فقط ها هي تبنى جدارا بينها وبين الآخرين ... ليس قسوة ولكن حفاظا على ما تبقى منها ... لأنها لم تعد تريد سوى أن تعيد لروحها سلامها الذي فقدته منذ زمن ... فربما تجد في إرضا نفسها عزاء لكل ما كسرها .... وأيقنت أن الحياة تمضي والقلب يتعلم  وإن كان بثمن باهظ ...... 

من رواية (((قدر أنثى))) 

ربيعة وصيفي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

مناجاة روح...زهور الخطيب

في محراب الحب ...سعد عبدالله تاية