الحقيقة الملثّمة // بقلم أ. دلال جواد الأسدي
الحقيقة الملثّمة
بقلمي
دلال جواد الأسدي
في زمنٍ يفتح للطغيان أبواب التقبّل والبهتان، لا يوجد طريق للحقيقة والحق غير التلثّم خلف قناع التخفي والنسيان.
وإن خرجت للعلن، اتُّهمتَ بالباطل والبهتان. تحت رمال الزمان، وتحت الصخور، وداخل قواقع اللؤلؤ والمرجان.
فمن يريد الحق والحقيقة، يسلك رحلة التقصّي والبحث ليجد براكين البيان.
فلا تظهر الحقيقة إلا لمن أرادها بصدق ووفاء، ولا يهمّها أن تبقى مخفية طوال العمر، وتظلّ ضمن أسرار الكون المجهولة، حقائق تكوينها عند رب العز والجلال.
وهكذا في حياتنا، أسهل الأمور هو الباطل، فالظهور للعلن والتزييف وتزيينه أقرب للتصديق والاقتناع به.
كان الباطل، في “كان يا ما كان” في قديم الزمن، يتلثّم عن الظهور للعلن ويخشى الانكشاف،
لكن الآن أصبح الحق هو من يتلثّم، وتغيّر مكانه، وسُلبت عروشه وتيجانه، وانتقص عدد طلابه وخدمه.
وأصبح فنًّا من فنون الحياة الغوص في بحار اللجّ التي اجتثّت الحق وأهله، ولم يبقَ إلا القلّة القليلة
تعليقات
إرسال تعليق