مِنّ قيس إلى ليْلاه.. /مَاتَتِ الحُروفِ على شَفَتَيكَ..بقلم جمال بودرع
مِنّ قيس إلى ليْلاه..
/مَاتَتِ الحُروفِ على شَفَتَيكَ/
آسِفٌ أَنا...
سَكَبْتُ مِدادي
كَما يَسكُبُ الغَريقُ آخِرَ أَنفاسِهِ
وَكَسَرْتُ يَراعي
كَمَن يَدفِنُ سِلاحَهُ في تُرابِ الهَزيمَة
خاصَمَتْني الحُروفُ
فَارْتَدَّتْ إلى صَمتِها
وَحَنَّطْتُ مَشاعِري
في أَكفانٍ مِن بَرْدٍ وَ وَحشَة
ثُمَّ تُبْتُ... كَأَنَّني أَتَبَرَّأُ مِن دَمي
أَيُّ قَدَرٍ هَذا الَّذي يَكتُبُني
ثُمَّ يَحرِمُني مِن الكِتابَة؟
أَيُّ مَصيرٍ يَجعَلُني شاعِرًا
لِأَرى عَجْزَ الشِّعرِ في وَصفِكِ؟
لَقَد أَدرَكتُ أَنَّ البَلاغَةَ مَكسورَةُ الجَناح
وَأَنَّ البَيانَ يَتَعَثَّرُ في دَهالِيزِكِ
وَأَنَّ الجَمالَ حينَ يَتَجاوَزُ حُدودَ اللُّغَةِ
يَترُكُ الشاعِرَ يَتيمًا عَلى أَرصِفَةِ العَجْز
ما جَدوَى القَوافي
إِذا كانَت لا تُحيطُ بِابْتِسامَةٍ مِنكِ؟
وَما جَدوَى التَّشابيهِ
إِذا انطَفَأَت أَمامَ نورِ عَينَيكِ؟
إِنَّني ما عُدتُ أَبحَثُ عَن قَصيدَةٍ تَسَعُني
فَأَنتِ القَصيدَةُ الَّتي لَم يَكتُبها الدَّهرُ قَط
قَصيدَةٌ تُتلى بِقُلوبِ العاشِقين
لا تُسَطِّرُها الأَقلامُ وَلا تَحوِيها الدَّفاتِر
لَقَد أَعلَنتُ اعتِزالي
لا خِيانَةً لِلشِّعرِ
بَل خُضوعًا لِجَلالِكِ
فَالقَصيدَةُ الَّتي لا تُشبِهُكِ جَريمَة
وَالكَلِمَةُ الَّتي لا تُحاكيكِ كَذِبَة
وَأَنا أَرفُضُ أَن أَكونَ شاعِرَ الوَهم
بقلمـي ✍️جـمال بودرع (رَجُلٌ مِنَ الزّمَنِ الغَابِرِ)
تعليقات
إرسال تعليق