الابادة //بقلم أ. سعيدة طلحي
الإبادة... نرفعها إليك يا الله"
يا ربّ،
ها نحنُ نرفع إليك ما لم نعد نقدر أن نحمله وحدنا...
نرفع إليك غزة، بكل ما فيها من موتٍ معلّق، وجوعٍ مسموم، وخوفٍ يسكن في عيون الرُضّع قبل الكبار.
يا الله،
نحن تحت الإبادة،
لا حرب هنا، بل اجتثاثٌ للروح،
لا معركة، بل جوعٌ يُقصَد، وقصفٌ يُخطَّط، وخنقٌ بطيء كأنهم يريدون أن نختفي بهدوء دون أن يُحرّك العالم إصبعًا.
يا رب، العالم أصمّ...
يسمع صرخاتنا، لكنه لا يستجيب.
يرى جثثنا، لكنه يبدّل القناة.
يرى أطفالنا تحت الركام، لكنه يقول: لا نملك شيئًا.
فإليك نرفع الشكوى،
إليك نبعث الدمعة التي لم يعد لها كتفٌ يُواسيها،
إليك نسرد حكاية الخبز المقطوع، والماء المسموم، والعائلة التي نامت جائعةً واستيقظت شهيدة.
يا الله،
نحن لا نموت لأننا ضعفاء،
بل لأنهم قرروا أن لا نُترك لنعيش،
جعلونا خريطةً تُمحى، اسماً يُنسى، وجعاً يُعادي الذاكرة.
يا الله،
نحن تحت الإبادة، نُجَوَّع كما تُذبح الشاة، نُخنق كما يُسدّ على الحياة نَفَسها، نُباد... لا لشيء، سوى لأننا غزّة.
غزة التي ما رفعت سيفاً في وجه السماء،
غزة التي لم تطلب إلا حقّ الحياة،
فكان جواب الأرض أن تُغلق،
وجواب العالم أن يُشيح،
فلم يبقَ إلاك، يا من لا يُغلق بابُه.
يا الله،
هب لنا صبرًا بحجم هذا الجحيم،
وعدلاً يليقُ بقدرك،
وانتقامًا لا نطلبه من بشرٍ خذلونا،
بل نرجوه من عدلك الذي لا يُظلِم أحدًا.
فإن كنا نُباد على مرأى العالم،
فاجعل يا ربّ نهايتنا شهادة،
وبقاءنا كرامة،
وانتصارنا وعدًا لا يُخلف.
آمين يا جبار القلوب الكسيرة.
بقلمي ✍️
سعيدة طلحي
يوم: 27/08/2025
الجزائر 🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق