سامحينا يا عَزّة..الشاعر عبد القادر مذكور
سامحينا يا عَزّة
سامحينا إنْ خذلنا صرخةَ الجرحِ الجليل
إنْ تفرّقنا شتاتاً والعدوُّ بنا يتربّص
يلبسنا ثوب الذلّ الذّليل
يطرزه بالعار والتّجويع تطقطق منه الضّلوع وقت الهجير
سامحينا إنْ بقينا خلفَ شاشاتٍ بَليدة
نكتفي بالدّمعِ يَنزفْ، والوعودُ كاذبة
بلا دليل
أفئدة تبكي مثقبة بشفاه يابسة
لم تعد تفتح في عصر اقتطعت فيه
الأشجار من الجذور وقت الصّقيع
سامحينا يا عيونَ الأطفال حين تترقبين
المساء في ليلِ الحصارْ
يا دماء في الشوارعْ تنهمر كسيل عنيف...
يا نداءً لا يجار في الزّمن السّفيه
كم رفعنا الأصوات تدوّي في الفضاء الفسيح حرّة أبيّة... ثمَّ أخرسها السكونْ
في ساعة متعبة جهمة فارغة من كلّ لطف يا لطيف
كم كتبنا عنكَ شعراً... ثمَّ بعناهُ في سوق
الشّجون
ومكتبات أدراجها نصب واحتيال وزيف
يا عروسَ الأرضِ صبراً... إنَّ وعدَ اللهِ حقْ
قد يطولُ الليلُ ظلماً... غيرَ أنَّ الفجرَ سيأتي..
نشمّ فيه فروع نور الصّباح يملأ ذاك الطّريق البعيد
يملأ الحياةِ مهرجانا فيه الفراشات
تتطاير فرحة بقدوم فصل العيد
سامحينا إنْ تقاعسنا، وذنبُ الصمتِ عار
غيرَ أنَّ القلبَ يدعو لك بنصر وانتصار
عظيم
بقلم/الشاعر عبد القادر مذكور
البلد/الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق