ماذا لو بقلم:نور شاكر

 ماذا لو

بقلم:نور شاكر 

تخيل لو انقطع الإنترنت عن العالم لمدة عام كامل...  

قد يبدو الأمر كارثيًا للوهلة الأولى، وكأن الحياة فقدت لونها وبريقها، سنفتقد ذلك العالم الرقمي الذي منحنا شعورًا زائفًا بالأهمية، وسنغيب عن أعين أصدقاء عابرين، وعن كتاباتنا التي كانت تُقرأ وتحصد آلاف الإعجابات من غرباء وأقرباء لا نعرفهم إلا عبر الشاشات.


سنظن أننا عدنا إلى حياة باهتة، وأن الحب سيتلاشى، وأننا فقدنا شيئًا جوهريًا 

لكن، تمهّل...  

ألا ترى في هذا الانقطاع فرصة للعودة إلى دفء العائلة؟  

ربما ستشتري تلفازًا وراديو، وتجلس بجانب والدك تشاهد مباريات فريقك المفضل، بينما والدتك تعد الشاي، وإخوتك يهتفون ويصفقون مع كل هدف، في مشهد حيّ نابض بالحياة 

على عكس الآن، حيث كل فرد غارق في عالمه الخاص داخل هاتفه، والوالد يشرب الشاي بصمت، يتصفح هاتفه دون أن يشعر بقيمة من حوله


لقد اعتدنا على هذا التطور، نعم، وله إيجابيات لا تُنكر، لكنه أيضًا جمد العقول، وأطفأ وهج المشاعر 

طلاب يحضرون محاضراتهم وهم نائمون وأساتذة يشرحون أمام شاشات لا تصغي والنتيجة؟ لا فائدة تُرجى، ولا عقل يُستنار  

صرنا روبوتات تتحدث إلى روبوتات، نحمل أجهزة ذكية لكننا فقدنا الذكاء العاطفي، فقدنا طعم الحياة الحقيقي


لو انقطع الإنترنت، سنعود بشرًا يتواصلون مع بشر، سيعود العلماء والمكتشفون، سيُبعث الكُتّاب والمصورون من جديد، وستعود الرسائل الورقية، وربما حتى الحمام الزاجل يحمل أشواقنا

سنعتاد على الحياة كما اعتدنا على الإنترنت، لكن هذه المرة... ستكون الحياة أكثر صدقًا، أكثر دفئًا، وأكثر إنسانية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

مناجاة روح...زهور الخطيب

في محراب الحب ...سعد عبدالله تاية