أربعون خريفًا...سعيد ابراهيم زعلوك
أربعون خريفًا
أربعونَ مرّتْ على خطوتي،
تركتْ في وريدي نزيفْ،
تركتْ في فؤادي غبارَ السنين،
وفي الروحِ جرحًا عفيفْ.
أمشي وحيدًا على دربِ تيهٍ،
أستظلُّ بظلٍّ نحيفْ،
أحملُ من أمسيَ المرهقِ
صوتًا بعيدًا ضعيفْ.
قالوا: سيأتي ربيعُ الضحايا،
سيضحكُ غصنٌ رطيبْ،
لكنني لم أجدْ غيرَ زيفٍ،
وغيرَ قناعٍ خفيفْ.
في منتصفِ العمرِ ضاع الطريقُ،
ونازعني ليلٌ عسيفْ،
تكسّرتْ في يدي المرايا،
وخبا الحلمُ وهو طفيفْ.
ما ماتَ طفلي الذي في حشايَ،
ولكنه نامَ في حضنِ ضعفٍ خجولْ،
ينتظرُ الدفءَ من كفِّ حرٍّ،
وينتظرُ القلبَ أن لا يزولْ.
يا دهري ماذا تركتَ ورائي؟
سوى وجعٍ قد غدا كثيفْ،
وسوى نداءٍ بلا سامعٍ،
وصدى بوحٍ ضعيفْ.
لكنني رغم هذا العراء،
أرجو ورودًا تطيفْ،
زهرةً تُشرقُ في آخرِ الدربِ،
وتمنحُ وعدًا شريفْ.
سوف يأتي صباحٌ يزيحُ العذابَ،
ويُزهرُ فيه الخريفْ،
فما بعدَ هذا السوادِ الطويلِ،
سوى فجرِ حقٍّ رفيفْ.
سعيد إبراهيم زعلوك
تعليقات
إرسال تعليق