كان وأخواتها ...معز ماني

 كان وأخواتها ...

في مقبرة الإعراب نمت أنا ..

وحيث الكلمات مرفوعة 

أو منصوبة بلا معنى ..

كان الزمان يمرّ كما 

يمرّ العابرون على الأطلال

وكنت أنا أشهد كيف تدفن 

الجمل تحت ركام الأفعال ..

كان الحلم يسير على أرصفة مهجورة

والأمل يبكي من شرفات مغلقة

والهواء يتهامس مع الصمت

ويضحك على الأبجدية الكسيرة ..

أخواتها يسرن في الأسواقِ القديمة

نستمع لهنّ يعدّدن الرصيد من الهزائم

ينادين على الشوارعِ المظلمة

من يشتري الكرامة اليوم ؟

من يبيع الوفاء بدينار ؟

في الصفحات الممزقة رأيت كان تضحك

والضمائر ضائعة بين حروف بلا وزن

والأفعال مقطوعة من جذورها

والأسماء تبكي على أرقامها

في سوق يباع فيه المعنى بالملل والإهمال ..

ضحكت أنا وسألت نفسي

هل كانت الكلمات يوما صادقة ؟

أم أنّنا ورثنا مقبرة

حيث تدفن الأسماء بلا عزف

ويختنق الفعل تحت التراب ..

لكنّي رأيت بين الركام

زهرة سخرية تولد من جديد

تفتح فمها على الصيغة الغريبة

لن تموتوا إن كنتم تضحكون ..

ضحكت مع كان وأخواتها

ضحكت على القواعد التي تشوه الكلام

ضحكت على المعنى الذي هرب من البيت

ضحكت على كلّ من اعتقد 

أنّه يستطيع تحنيط اللغة ...

                                    بقلم : معز ماني .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

مناجاة روح...زهور الخطيب

في محراب الحب ...سعد عبدالله تاية