بعض الغياب...بقلم لطيفة يونس

 بعض الغياب


أحياناً، حين يغيب البعض عن حياتنا دون سبب واضح أو ذنب منا، نكتشف أننا قد كنا بحاجة لهذا الغياب. 

فهناك أشخاص يدخلون حياتنا بحسن نية، لكنهم يحملون في دواخلهم عبءًا لا نراه في البداية. 

مودة لا نعرف إذا كانت حقيقية أو مجرد واجهة، وصداقات محكومة بظروف لا نعلمها. وعندما يبتعدون فجأة، يترك ذلك فراغًا، لكن سرعان ما نشعر بالراحة. 

الراحة التي تأتي من الخلاص من عبء لم نكن ندركه إلا بعد زواله.

إن المودة المصطنعة، وإن بدت جميلة في البداية، تصبح مع مرور الوقت ثقيلة على القلب. فالمشاعر التي لا تنبع من صميم الروح، تلك التي تتساقط كما تتساقط الأوراق الجافة في الخريف، لا تنبت في داخلنا سوى الجفاء والفتور. 

لذلك، حين يرحلون، تكتشف أن الغياب لم يكن خسارة، بل هو في الحقيقة استراحة للقلب والعقل. 

ربما أعطوك شيئًا من الزمن، ولكنهم أيضًا كانوا يسرقون من عمقك شيئًا آخر لا يُعوَّض.

الناس الذين يرحلون دون أن يعكروا صفو روحك، هم أولئك الذين قد أراحوك دون أن تدري.

✍️...

خربشات على جدار الصباح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى