جدل عاطفي...سيف الدين علوي
جدل عاطفي
في وسعي أن أقول أحبّك تماما
و بثقة مطلقة..
كَسرْتُ حاجزَ الرهبة
و عُقدَ الطفولة
و ارتباكاتِ المراهقة
و شراهة الشباب
و حكمة الكهولة
..و امتثلتُ للحريّة
أقول أحبك بجراءة نادرة
و لا أخشى فنونَ جلد الذّآت و الضمير اليقظ بعد جرعة زائدة
:و لا مركّبات النقص
لا ضير أن يكون حذائي حين ألتقيك
أقلّ لمعانا من توهّجات الضوء في جيدك
و ألاّ يكون رأسي حليقا
على طراز غربي كما كنت تفّضلين
و ما كان من الضروريٍ أن أعَدّل قوامي
! و أنا أتجلّى أمامك
و ما كان من البُدّ أن أحمل هديّة
ترجمانا مادّيّا لتلهّب العاطفة
..و نقاء السّريرة
لم تعد سريرتي صافية!
أخسر الخصائصَ التي تُمحّضني لطوباويّة القيمة
أفقد اليوم تصنّعي البائس القديم
امتثالاً للرّضى
و تسوّلاً لابتسامة خارقة
! و ظمأً لبرهةِ انسجامٍ رومنسيّ فاره
..أكره اليوم إعادةَ الأشياء ذاتها
و المشاعرَ الملفوفة في هدايا غير باهظة
و القبلاتِ التقليديّةَ ذاتَ النسق العذريّ !الخالص
أكره اليوم أن تنتظري أناقتي المتكلّفة
و أن تراقبي صمتي و تُعِدّي لائحة
في كلام تتوقّعينه سلفا قبل أن ينقال
..و تنتقين أسلوبَ عزفه
أقول أحبك اليوم بكامل شعري و شغفي و تشرٍدي و فجيعتي.. يجوز لتلك الأشياء أن تلتقي في نقطة واحدة.. و يجوز للحب أن يتناغم مع جِدّة الألم و فظاعات العالم الفريدة و ملحميّة الإنسان الرّاهنة !و فنون الوحشة المعاصرة
أستطيع أن أحبّك اليوم و نحن في الطّوفان. و نحن نجتاز البحر هربا من وطن عنّين لم ينجبنا بعد.. و نحن نبكي في مقبرة ما.. و نحن نراقب معنى يتخبّط مثل غريق في مِلْح الموت
!ليس في الإمكان حبُّك
الحبّ بدوره رهين الجدل
.في الزمان و المكان
--------------------
سيف الدين علوي
تعليقات
إرسال تعليق