**رُعْبُ الفَوْضَى**الطيبي صابر
**رُعْبُ الفَوْضَى**
في الفَجْرِ المُتَكَسِّرِ،
تَنْبُتُ لِلرِّيحِ أَظْفَارٌ،
وَيُزْهِرُ صَوْتُ الغُبَارِ
عَلَى نَاصِيَةِ الأَفْكَارِ.
كُلُّ شَيْءٍ يُفَكِّرُ بِنَفْسِهِ،
الحَجَرُ يَتَسَاءَلُ:
مَنْ أَسْقَطَنِي مِنْ يَدِ السُّكُونِ؟
وَالمَاءُ يَحْلُمُ
أَنْ يَكُونَ دَمًا فِي شِرْيَانِ الصَّمْتِ.
تَتَصَادَمُ الظِّلَالُ
وَيَتَصَادَمُ الحُزْنُ بِأَجْنِحَةِ الفَرَحِ،
وَتَتَفَتَّتُ النَّوَايَا
إِلَى نَبْضٍ مُعَلَّقٍ
فِي حَلْقِ الزَّمَانِ.
الفَوْضَى تَنْفُخُ فِي رُوحِي،
تَجْعَلُنِي أَسْمَعُ
صَرِيرَ الجُدْرَانِ،
وَأَشُمُّ رَائِحَةَ الأَصْوَاتِ،
وَأَرَى الأَلْوَانَ هَارِبَةً
مِنْ أَنْفَاسِهَا.
يا لَهُ مِنْ عَالَمٍ،
الجَمَالُ يَنْقَلِبُ عَلَى وَجْهِهِ،
وَالقَبْرُ يَبْتَسِمُ
لِزَائِرِهِ كَأَنَّهُ مَوْلُودٌ جَدِيدٌ.
رُعْبٌ يَتَنَفَّسُنِي،
أَتَلَفَّتُ نَحْوَ المَعَانِي
فَأَجِدُهَا مَذْبُوحَةً
بِسِكِّينِ الوُضُوحِ،
وَأَنَا أَبْحَثُ عَنْ نُقْطَةِ مَصْلُوبَةٍ
أَكْتُبُ عَلَيْهَا نَفْسِي.
الفَوْضَى تَجْتَاحُنِي،
تَلْبَسُنِي كَمِعْطَفٍ مُمَزَّقٍ،
وَتَهْمِسُ فِي أُذُنِ الوُجُودِ:
«كُنْ… غَيْرَ كَائِنٍ!»
وَفِي آخِرِ المَشْهَدِ،
تَسْقُطُ السَّمَاءُ مِنْ تَعَبِهَا،
وَيَبْقَى اللهيبُ يَكْتُبُنِي
بِحُرُوفٍ لا تُطْفِئُهَا السَّمَاءُ،
بِصَمْتٍ يُسَمِّيهِ النُّورُ:
«رُعْبَ الفَوْضَى».
**بقلم الطيبي صابر**
تعليقات
إرسال تعليق