تأخّر...سيف الدين علوي

 تأخّر

لمَ غالبا غالبا

 ما تفوتني الأشياء النادرة التي تروقني 

في الوقت المُخصَّص للرّوقان!؟

يفوتني اللّحاق بالحافلة في إبّانها

لبلوغ موعد فريد

صديقة قدمت على حين غفلة من رحلة

قصيّة و تطلب لقائي و قهوةً عاجلة

 قبل أن تستقل الطائرة (لمكان بعيد

 (...و زمان لا  يتكرّر قط بمثل تلك الحالة

يفوتني حضورُ فرجة مثيرة

أو محاضرة نادرة أو تسلية بديعة

 يمكن أن توسّع  مجالَ الرؤيا و تفتح دائرة الوعي و محيط التخييل

على مساحة دهشة مختلفة 

و على تناغم كونيّ نادر !؟

 ( !كما هو شأن فيلم green mile )

يفوتني أن أحظى بوجهٍ  يُعدّل 

فوضى اليوميِّ لديّ و روتينَ العادة

 ورجّاتِ القلب في ارتباكاته المتواترة

و ينظّمُ دورتي الدمويّةَ المختلّة

!و يخلق - وهو الأهمّ- منطقةَ هدوء

!راسخ  في الرّوح

(  لعل وجهَ التي تلقَّفَتْها عيوني عرَضًا (ذات تَهَجٍّ أزرقَ  هو ذاك المطلوب)

 لمَ مثلا تفوتني ابتسامةٌ وَمضيّة  ناعمة

يمكن أن تمنحني شهرا إضافيّا

 من  الحلم الصّافي و تخوّل لي 

 تصوّرا لقصائد مرفرفة أو خُطاطةً

 لكتابة بارعة

عمّن يجوز أن تصدر ابتسامةٌ تفي)

بالغرض: لغادة أم لسمر أم  لفاطمة أم... 

لست أحسم.. و السؤال الجانبيّ هل 

(يَمتلكْن حقا ابتسامةً شبيهة؟

لمَ تفوتني تحديقةٌ بعيدة المدى عميقة الجدوى آسرة تسحبني إلى أعنف لحظة !من الصمت و التّأويل

 من السحر

 و الانجذاب

 !و الذّوْب

 من الصّخب

!...و المعنى

أوَ تعرف أين يكمُن المعنى!؟

...هناك في تحديقة حُبْلى  بما سلف

يفوتني_ و أنا في النقطة ما قبل

_الأخيرة من بلوغ السّفوح

أن أعثر على جناح آمن غير مثقوب

يفاجئني بالعودة  الخاطفة العجلى

 إلى القمّة أو  يحملني إلى السّفح 

!دون توجّس ارتطام بنتوءات القاعدة

   سبَق لي أن ارتطمتُ بالسّفْح و شجّتْني

 ! النّتوءاتُ المذبّبة

لماذا يفوتني أن ألعبَ زمني بإتقان 

و ألّا أُخفق في اختياراتي 

و أن أكون نابِهًا في ممارسة 

!فنّ العيش بطمأنينة وافتنان  و رضًى

لَمْ ألْعَبِ الزمنَ  كما يجدر بي لعبُه...

 كان اللعبُ سمجا و بذيئًا 

! و أنا متعَب و ملول

 لمَ يفوتُني مثلًا حضنُ الأحياء قبل  موتهم أو حتّى و هُم بصدد الموت

كي يبقى آخر ما يشُمُّ  دمي

 ! من ذكرى لاهبة

 و غالبا  أيضا ما تفوتني دمعة أريد أوانَها

لكنها تتأخّر عن المجيء حتى يفقد الموقفُ نبضَه و الحزنُ نَكهتَه الباهظة !؟

 !بلا أدنى شكّ أحتاج إلى الربّ

ربما يُعوزني الحمدُ و الرّضى

 على شاكلة مفرطة في الإيمان

.كيلا يفوتَني اللهُ 

.و أتأخّرَ عن كلّ مواعيدي الفاتنة

____________

_ سيف.د.علوي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى