كلّ شيء يظلّ على عريه..سيف الدين علوي
كلّ شيء يظلّ على عريه
في البلاد الهتيكة أشياؤها
غالبا يدلف الطيّبون إلى شأنهم يُهرعونْ
ليس يصرفهمْ عن مواعيدهم عاصفٌ عارضٌ
لا و لا وقدة من حميمِ الضّحى ذائبهْ ..
يرتدون على عجلٍ حُلةَ الصبرِ..
و الحُزنُ وَشْمُ التّقاسيم
في كلّ حينْ ..
يمكث الربُّ في عمقهم زمنا خالدا،ماثلاً
و تظلُّ التّسابيحُ سابحة في الشّهيق تَزينُ اللّهاةَ
و تغسلُ أنفاسَهمْ و اللّسانَ ينابيعُها الطيّبَهْ..
و النّفوسُ التي أقسمَ الربُّ
لوّامةٌ دائما في الصّدور...
و الضّميرُ الجليلُ يُقارعُ آثامه
و يُصَفّي أكــدارَه الرّاكدات
يحومُ على مقربهْ..
... ... ...
في البلاد الهتيكة أخلاقها
يهتكُ الهاتكون ضياءَ النّهارات
نبضَ العطور على وردة الحقل
لونَ السّماء المعدّة للابتهال
و آخرَ أنشودةٍ في عيون الحَزانى
وذبذبةَ الغبطةِ الهاربهْ..
و الفصاحاتُ أبذأ من أدعياء الكلام
على منبر زائفٍ مطّـطَ الافتراءَ
و مكيجَ وجهَ "حقيقتنا " الكاذبهْ
والخِطابات مسعورةً
من على شاشة العهر
أبردُ فوق المصاطب
من مصطبهْ..
يولَدُ اللؤماء " العظام" على غفلةٍ
من رئاء الكلام المتينٍ العقيم
راوغ الرّوح و الحلمَ عشْرًا
و من شفةٍ مجدبهْ..
الجرادُ الذي طاف بالحقل ستّين عاما
و الجرادُ الذي التحس العمرَ أمسِ
يبيضُ لراهنه و غَــــدٍ
مَسْخَهُ عَـقْربهْ..
... ... ...
و الشّياطينُ يحتنكون اخضرارَ القلوب
يفضّون أبوابَ جنّاتهم بالأباطيل
و الابتسامِ الخَؤون
بوعْدِ الكروشِ النّفيخة توشكُ أن تتبعّجَ
من تخمة الشرّ في حِقبة المسغبهْ..
... ... ...
لستُ محتفلا بالمجاز ات هذا المساءَ
و لا زائغا بالدّلالة عن دربها المستقيمْ
كلُّ شيء يظلّ على عريه
عاويا كالجراح
صريحا كأحلامنا(وطنٍ طاهر)
صاخبًا كالجحيمْ
لا كما الطّعنات الدّسيسة
في غاسق غدرها واقِــبهْ..
______________
سيف الدّين علوي
تعليقات
إرسال تعليق