زمن البرمجيات بقلم: نور شاكر
زمن البرمجيات
بقلم: نور شاكر
ما نعيشه اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي…
أهو تعطّشٌ للشهرة؟
أم نشوةٌ لمحبة الناس؟
أم غريزةٌ خفيّة فينا تدفعنا إلى البحث عن جمهورٍ يصفّق لنا ويمنحنا وهْمَ الوهج؟
كثيرون أصبحوا كُتّابًا فجأة، لم يُعرف لهم صوت من قبل، ثمّ على حين غفلةٍ، استحوذ علينا شبحُ الذكاء الاصطناعي، فصار بإمكان الجميع أن يكون شاعرًا أو أديبًا، وأن يُحتفى به ويُصفَّق له كما لو كان مبدعًا حقيقيًا
أتذكّر بداياتي في عالم الكتابة عام 2018، حين كتبت من الصفر، دون أن أبحث عمّن يصفّق أو يحتفي، دون وسامٍ ولا شهادةٍ ولا لقبٍ أنيق كتبت لأن الكتابة روح، لأنها شعور لا يُكتسب، بل يُولد من صدق التجربة واحتراق القلب
كتبت لأنني آمنت أنّ الكلمات لا تُخلَق في مختبر، ولا تُنحت من برمجةٍ باردة داخل آلة
بلا نبض
نحن في زمنٍ خطر، إن كتبتَ كتابًا وصار اسمك يلمع، وصفّق لك الجميع، فهل أنت سعيد حقًّا؟
قل لي بصراحة:
هل تشعر بعمق إنجازك؟
أم أنك تدرك، في أعماقك، أنه ليس إنجازك بل إنجاز آلةٍ فارغة، وأنت تختبئ خلفها؟
هل أنت سعيد بجمهورك وعدد المصفّقين، أم تائهٌ في صدى التصفيق لا في معناه؟
سيذوب الثلج حتمًا، ويسقط قناع الكاتب المزيّف، وسينكشف من كان يكتب بقلبه ممن كان يكتب بزرٍّ واحد
فافرَح بقليلِك الآن، واستمتع بجمهورك
لكن تذكّر: الكتابة الحقيقية لا تصنعها الآلة، بل تصنعها الروح.
تعليقات
إرسال تعليق