ما أجمل الصباح 24 ! بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

 ما أجمل الصباح 24  !

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي 


   في هذا الصباح هاتفت أحدهم ، وطلبت منه أن يرافقني إلى أهرام الجيزة ، لبى الطلب فاستقلينا مركبة إلى إحدى البوابات ، عرضنا هوياتنا على الموظف في نافذة قطع تذاكر الدخول ، نظر إلينا ثم قال : أين بطائق التأشيرة ؟ قال له : رفيقي سوف ندفع لك ثمن التذاكر نقدا ، قال : ذلك النظام لم يعد معمولا به ، تراجعنا إلى الخلف لنترك الفرصة لغيرنا من الزائرين ... 

   ظلينا نستوقف الزائرين واحدا واحدا ، نقدم نقودنا لكل واحد منهم طالبين منه أن يقطع لنا التذاكر ببطاقته ، غير أن طلبنا كان يقابل بالرفض حتى من الله علينا برجل ، صعيدي النشأة ، عربي الهوى والهوية ، يمني الدم والأديم  ، أصيل الهيئة ، منتصب القامة ، بادرنا بالخطاب قائلا : مرحبا بكم أيها الأجداد في أرضكم موطن الأحفاد ، أنتم يمنيون أليس كذلك ؟ قلت : بلى نحن يمنيون ، قال : مرحبا بكم في أرضكم وبين أهلكم ، انتظروني دقائق معدودة لأحضر لكم البطائق ، أخذنا بطائقنا بعد أن شكرناه على حبه لأهله ولوطنه واعتزازه بأصله وقوة انتمائه ... 

   انطلقنا نحو الأهرام مسرعين ، وصلنا وجلست على قاعدة الهرم الأوسط ، أسندت ظهري إلى جندل الصف الأول من البناية ، تنفست الصعداء ، وشعرت بشيء من الراحة والطمأنينة ، وكأنني قد التمست القوة والشعور بالأمان من فعل أولئك  الكرام ، وعظمة أولئك العظام ، نظر إلي صديقي ، وهو يقول : ما أعظم هؤلاء القوم في الماضي والحاضر وكذلك في المستقبل ، قلت : ماذا تعني بقولك هذا ياصديقي ؟ قال : أعني أنهم كانوا عظماء إذ صنعوا هذه الحضارة التي استعصت على الدهر أن ينال من قوتها ، أو أن ينتقص من عظمتها وكبريائها ، وظلت تلك الحضارة إلى حاضرنا ، فها هم القوم يقتاتون من فتات فضلاتها ، وستبقى عظيمة شاهقة يقتات منها القادمون من الأجيال....


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى