ما أجمل الصباح 25 ! بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
ما أجمل الصباح 25 !
بقلم الدكتور عوض أحمد
العلقمي
انطلقنا في هذا الصباح نحو منتجع سياحي يسمى السخنة ، وكان الصباح جميلا كعادته ، لكنه في حاضرة العرب أكثر جمالا ، إذ أصبحت الطرقات غير مزدحمة بالمركبات ، والنسيم رقراق ينساب علينا ، كأنه جداول من الماء الزلال ، أما الشمس فقد اخترقت سحب التلوث الكثيفة ، وأضاءت الحاضرة ، بعد صراع مضن ، ربما أشبه كثيرا صراع الأحرار مع امبراطوريات الاستكبار الغربية ، التي مازالت تحاول بكل ما أوتيت من قوة إطفاء مصابيح الحرية ، والزج بالأحرار في دهاليز الأزقة المظلمة ...
كانت وجهتنا نحو الجنوب الشرقي على طريق مرصوف سريع ، مرسوم على أرض صحراوية منبسطة ، كخط القلم الأسود المستقيم على الورق الأبيض المقوى ، وظلت الشمس ترافقنا من الجهة اليمنى ، كأنها مكلفة بحراستنا ، ما استلفت نظري ، هو اختفاء الحياة في هذه الأرض القاحلة ؛ إذ لم أعد أبصر طائرا ، أو شجرة ، أو حيوانا ، حتى الثعالب التي تتواجد في كثير من بقاع الأرض يبدو أن ليس لها نصيب في هذه البقعة...
واصلنا السير نحو المنتجع ، وإذا بسلسلة جبلية تطل برأسها على استحياء ، سألت سائق المركبة ، ما اسم هذه الجبال يا أخا العرب ؟ قال : إنها جبال الجلالة ، والبحر الأحمر من خلفها ، قلت : صدقت العرب إذ قالت : كاد المسمي أن يخلق . إن هذه الجبال الشاهقة التي تهيمن على الصحراء وتحتضن البحر حقا هي ذات جلالة وفخامة ، وأظن أنها امتداد لجبال السروات التي تجمع العرب كالعقد المنظوم من جنوب غرب آسيا إلى شمال أفريقيا ...
تعليقات
إرسال تعليق