سكَن الحزن..بقلم ✍️ لطيفة يونس
سكَن الحزن"
أحيانًا، تشرق الشمس على روحي فلا أرى سوى ظلّي.
أشعر بالثقل ينساب في عروقي، كما لو أن الأرض ذاتها تتنفس في صدري.
أتعب من دون أن أسأل عن السبب كما لو أن الدقائق التي تمرّ تختطف جزءًا من حياتي،
تسحبني إلى الفراغ حيث لا كلمة تفي، ولا نظرة تعبّر؛
فأبقى هناك بين ضجيج الصمت وصمت الضجيج.
أختنق دون أن أدري كيف.
أرى الكلمات تتناثر حولي كأوراق شجرة فارغة.
كل حرف يشكو صمته!
وكل جملة تصبح دُنيا صغيرة من الفراغ.
حين أفتح فمي،
تخرج الكلمات كأنها غير جاهزة للسفر كما لو أنها تسافر في بحر من الهمسات غير المسموعة.
ثم أهرب لكن لا أستطيع أن أهرب من نفسي، فأنا المكان الذي أختبئ فيه،
وأنا الزمان الذي أبتعد عنه.
أقف أمام مرآتي، وأرى انعكاسي عابرًا في كل زاوية كظلٍ يختبئ خلف جدارٍ قديم.
الحزن، يأتي دائمًا بلا استئذان كما لو أنه رياح شتاء مباغتة،
تتسلل عبر شقوق قلبي لتأخذ معها كل دفءٍ كنت أملكه.
يتمدد في أضلعي، كأنه العطر الذي لا يمكن شمه فيظل يملأ المكان ويغلفني،
حتى أتعوّد على أنفاسه الثقيلة وأصبح جزءًا من هذا الكائن الذي يدعى الحزن.
وأنا، أبقى في مكان ما بين الحقيقة والوهم.
أتمنى أن أعود إلى نفسي قبل أن يفقدني الحزن ذاكرتي،
لكن في كل مرة أجدني أكثر تشبثًا بالفراغ كما لو أنني خُلِقت كي أعيش معه، وفي قلبه، أنا وحدي....
✍️....
تعليقات
إرسال تعليق