فلسفة عربيّة ...أ. معز ماني
فلسفة عربيّة ...
الشكّ عندنا ...
ليس نشاطا فكريا
بل مزاج موسميّ
ينشط أحيانا قبل النوم
ويخبو عندما نشرب الشاي ..
نشكّ في كل شيء..
إلّا في شكّنا نفسه
فهوبالنسبة إلينا
المسألة الوحيدة
التي لا تحتاج إلى برهان ..
السؤال العربيّ كائن جبان
يخشى أن يلقى مصير أخوته
في ساحات الجدل العبثيّ
أو ماتوا من فرط الاستعمال
في دردشات منتصف الليل ..
نكثر من الجدل ..
حتى أدخلنا المنطق غرفة الإنعاش
صار يتنفس اصطناعيا
ويعيش على محلول اسمه التأويل المتسامح ..
نزوره في عطلة نهاية الأسبوع
نربّت على كتفه
ونقول له كلمات تشجيع
ثم نخرج لنختلف على الطريق الصحيح للعودة ..
المفكّر العربيّ
لا يقدّم فكره دفعة واحدة
بل بالتقسيط المريح ..
جزء كلّ أسبوع
وسطر عند اللزوم
ونصف فكرة في الأعياد ..
وإذا حاولت أن تجمع الأجزاء
لا تحصل على نظرية ..
بل على صحن فاكهة بلا فاكهة
يصرّ صاحبه أنه فنّ تعبيري ..
العقل عندنا
ليس بيتا…
بل ورشة بناء مفتوحة
مطرقة هنا
مسامير هناك
وحارس نائم على الباب ..
نحاول أن نشيّد أفكارا عالية
لكن الريح تهدم ما نرفع
قبل أن نبلّغ السماء ..
نؤمن أنّ الخلود ليس في الكتب
بل في القدرة على تأجيل كل شيء
القرارات .. الأحلام
والاعترافات التي نخشى أن تتحولَ إلى التزامات ..
نكره الاعتذار ..
لكننا نعشق العودة
ونفسّر الأخطاء بأنها
محاولات فلسفيّة فاشلة لكن ضرورية
لإثبات أنّ المخّ العربيّ
يحتاج مساحة تخزين إضافيّة ..
الفلسفة العربيّة ..
أشبه بواحة تراها من بعيد
تظنّ أنها ماء ..
فإذا اقتربت
تكتشف أنها مرآة
تعكس وجهك أنت ...
بقلم : معز ماني . تونس .
تعليقات
إرسال تعليق