الخيانة...بقلم ✍️ لطيفة يونس

 

"الخيانة"

حين تصل الخيانة إلى النخاع يصبح العلاج مستحيلاً
لا الجراحة تنفع
ولا الكلمات تمحو جرحًا بعمق هذا المكان
إنه ذلك الفضاء الداخلي 
الذي يصبح فيه الغدر كالسم 
يدخل من دون استئذان
ويظل يتنقل بين الأنسجة الدقيقة للروح
حتى يصبح جزءًا لا ينفصل
الخيانة ليست جرحًا في الجسد
بل هي تمزق لشيء أثمن
شيء لا يُرى
لكنه أقوى من أي جرح مادي
أحيانا تظن أن الزمن قادر على شفاء كل شيء
لكن هنالك خيانات لا يمكن للوقت أن يطويها
ولا للتناسي أن يخفف منها القلب إذا انكسر في مكان عميق
لا يمكن أن يلتئم في المكان نفسه
حتى لو امتدت يديك لملء الفراغ
تجد أن اليد قد تبعثرت بين زوايا الفقد
الحياة بعد الخيانة ليست الحياة نفسها
بل هي سلسلة من المساحات التي تحاول أن تبنيها من جديد
لكن دون أن تستطيع أن تجد مكانًا للسلام الداخلي.
النسيان؟
قد يكون وهمًا أو ملاذًا مؤقتًا ولكن هل تنسى الذاكرة خيانة نخاعها؟
إنها نهاية لحكاية لا تحترم تفاصيل البداية
ورغم كل الألم،
لا يسعنا إلا أن نعيش كما نحن بأنفسنا
رغم الفراغ الذي لا يملأه شيء.
بقلمي ✍️...