حوار داخلي مع أمي..بقلم ✍️ لطيفة يونس
حوار داخلي مع أمي
أمي، هل تعلمين أنني لا أستطيع أن ألتقط أنفاسي دون أن أذكرك؟
في كل زاوية من هذا البيت، في كل ركن من قلبي، ما زلتِ هناك.
أمي، لماذا تركتني وحدي في هذا الزمان الذي لا يشبهك؟
ألم تكفيك أيامك معنا؟
أتذكرين كيف كنتِ تقولين لي: "إنكِ قوتي، يا صغيرتي." هل كنتِ تعلمين أنني كنتِ قوتكِ أيضاً؟
كنتِ تملئين المنزل بصوتكِ، بكل ما هو جميل، حتى في صمتكِ كان هناك شيء ينبض.
كنتِ تقولين لي: "كل شيء سيمر، فقط تذكري أن الحياة ليست خطّاً مستقيمًا."
هل كنتِ تعرفين أنني أحتاج اليوم لملمس يديكِ أكثر من أي وقت مضى؟
هل كنتِ تدركين أنني لا أستطيع أن أعيش الحياة بألوانها بدونك؟
أمي، هل تعرفين كيف تصبح الذاكرة عبئًا ثقيلًا حين تُحرم منكِ؟
أنا هنا، في مكانكِ، لكنكِ لستِ هنا، ولن تعودي.
كنتِ تقولين لي دائمًا: "لا تخافي، أنا هنا، لا شيء يخيفك طالما أنا إلى جانبك."
وأنا الآن أخاف، أخاف من الحياة، من الأيام التي تمر بلاكِ، من الوجوه التي لا تعرف ابتسامتكِ.
كم كنتِ تملئين حياتي بالطمأنينة، لم أكن أحتاج سوى لوجودكِ بجانبي.
أتذكرين حين كنتِ تأخذين يدي وتعلميني كيف أمشي بخطوات واثقة؟
أمي، هل ترى ما أصابه قلبي الآن؟ لقد سقطت تلك الخطوات، ولم يعد هناك أحد ليهدهدني في الطريق.
لكنني أعلم أنكِ هنا، في ركن من قلبي، تهمسين لي كلما اشتد الخوف: "لا تخافي، أنا معكِ، في كل خطوة جديدة."
أمي، قد لا أجد كلمات توافيكِ حقكِ، لكنني أحاول أن أعيش كما علمتني، أن أكون أكثر قوة من الألم.
كنتِ تقولين لي: "المستقبل يأتي تدريجياً، فلا تحزني على ما فات، وامضي نحو غدٍ أفضل."
ربما يا أمي، قد لا أكون قادرة على نسيانكِ، لكنني سأحاول أن أعيش كل لحظة في هذا المستقبل كما كنتِ تريدين.
وأنا هنا، في كل زفرة، في كل لحظة مريرة، أتذكر أن الحب الذي زرعته في قلبي لا يموت.
أنتِ معي دائمًا، في حديثي، في صمتي، في قلبي.
هل رأيتِ كم أصبح العالم صغيرًا بلاكِ؟
✍️...
تعليقات
إرسال تعليق