لقاء مع الذات ..✍️..دعاء السنباطي
لقاء مع الذات
ــــــــــــــــــــــــــ
جلست كعادتي بعدما خلا المكان من الجميع وعم الهدوء البيت...
ياللراحة النفسية...
أعددت فنجان القهوة وجلست أقرأ رواية بعض سطورها سراب حتى تلاشت الكلمات لتظهر أمامي مرآة روحي....
في ابتسامة ساخرة تنظر لي وكأنها تهيأت لشن حروبها المعتادة ضدي.
فقمت بغلق الرواية لتخترق باطنه وتعتلي سطحه وتفرض سيطرتها على غلافه في نظرة تحدي لتردد:
( ومن منا يفارق ذاته؟ لن تجدي مخرجاً أو مهرباً مني إلا إن جاوبتِ أسئلتي...)
ـــــــــــ
كنت أنظر لها في حنق شديد وهي تقيد حركتي بنظرتها المستشفة لحالة الحيرة لدي.
لأقطع الصمت وأوافق رغبتها. رغبة في الراحة والتصالح معها ومعرفة ما تريد.
قالت: هل واقعك يؤذيكِ أم خيالك؟
قلت الخيال في أذاه راحة أما الواقع لا راحة من صراعه.
قالت: وما الرهبة في الحالتين؟
(صوت الواقع أم صوت الخيال )
قلت: في الواقع أو في الخيال يأتيني الصوت يرج القلب برجفة تختلف كثيرا.
ففي خيالي رجفة القلب لهفة.
وفي واقعي رجفة القلب رهبة.
في خيالي البسمة تحملني على أكُف الحنين وتمدني بالهواء والراحة وتدغدغ في كياني الروح وتمحو من القلب جراحه.
أما بالواقع بسمته مخيفة تدعو للريبة وبلوغ الخوف والحيرة.
ثم أنكِ غادرتِ الأماكن وقتما حضر غريمك من بعيد....
ما الذي أعادك واستحضر فيك الطيف الآن ياذاتي الضعيفة...؟.
ضحكت وضحكت ثم في أوج غمار ضحكتها صمتت.. وتراجعت بضع خطوات عني لئلا أرى حزنها المتواري خلف هيئتها العليّة..
غصة في القلب تؤلمني وكأنها تتألم في صمت داخلي وتزداد بتباعدها...
تكاد في تراجعها تتلاشى والألم يتضاعف لأرجوها في توسلٍ ياذاتي عودي كي تصافحنا الحياة...
فأتت وقد عانقتها وفتحت أبواب التصالح بيننا..
فإذا أتانا الطيف يامرحى به..
وإذا تولى لن يغير حالنا....
ــــــــــــ
بقلمي....
ـــــــــــــــــــ دعاء السنباطي
تعليقات
إرسال تعليق