"همسُ الأفق والليل" ...زيان معيلبي
"همسُ الأفق والليل"
يا ليلُ، كم خبّأتَ في طيّاتِك العتمــا
حتى غدوتَ سؤالَ روحٍ ما لها رســمــا
تمضي الرياحُ وتتركُ الأبوابَ مرتجفــا
حرفي وما اعتادَ السكونَ، ولا غفــا نغــمــا
أسقي الظهيرةَ ظلَّ قلبي حينَ تنهكــني
حمّى الطريقِ، وصوتُ من رحلوا يعيدُ دَمــا
أمشي على صدفِ الندى، وكأنّ خُطوتَهُ
توقظُ من الغيمِ القصيِّ مواسمًا وسَمــا
ألقى على كتفِ المسافاتِ التي أثقلــت
حلمي، وأجمعُ من شتاتي ما بقي وهــمــا
أبني من الرملِ المبعثرِ سفحَ أمنيةٍ
فتعيدني نسماتُها طفلًا بلا تَعَبٍ وَسَمــا
وأقولُ للطرقِ التي ضاعتْ ملامحُها:
كيف السبيلُ لمن تشرّدَ بينكم قَدَمــا؟
وتقولُ لي الأشجارُ: لا تهوِ، فكم
حملتُ من الأرواحِ قبل الريحِ ما ألــمــا
وأمدّ كفّي للغدِ المجهولِ أحملــهُ
نورًا… وأكتبُ في دُجَى أيّامه نِعَمــا
وأعودُ إن ضاقتْ خطايَ إلى رؤايَ، فكم
نامت على صدري الليالي تمنحُ العزْمــا
ألمُّ من شعثِ الظنونِ حكايةً خجــلى
كي لا يضيعَ الصوتُ في صمتِ المدى نَدَمــا
وأرى احتمالاتِ الغدِ المكسورِ ترفعهُ
كفُّ الرجاءِ، وتستعيدُ لجرحِها قِيمــا
وأقولُ: ما هذا التشظّي غيرُ نافذةٍ
تُفضي لروحٍ تُعانقُ الأحلامَ والهَمــا
حتى إذا اشتدَّ الصراعُ على نهاراتي
هبَّ القصيدُ وأشعلَ الآفاقَ والعَالَمــا
وأنا، إذا ضاقتْ ظلالي، لم أزلْ
أسمو… وأعرفُ أن شعري لن يَخونَ دَمــا
_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق