/هواكِ ....مسكن روحي / بقلم أ. د. مروان كوجر
معلقة
هواكِ ....مسكن روحي
مَا زَالَ شوقي فِي هَوَاكِ بِقَاتِلِي
وَدَمِي بحبكِ لَا يَزَالُ مُكَبِّلِي
قَدْ هَزَّنِي بِعْدٌ يَفُورُ بِلَوْعَتِي
حَتَّى غَدَوْتُ أُحِسُّ نَبْضي يَعْتَلِي
مَا زِلْتُ أَسْأَلنِي عَنِ الْحُبِّ الَّذِي
أَحْيَاكِ فِي قَلْبِي وَأَطْفَأَ مَقْتَلِي
وَيَفُورُ صدري مِنْ هَوَاكِ مُعَلِّلاً
مَا دُمْتِ فِي رُوحِي وَفِيكِ تَخَيُّلِي
لِمَ كُلَّمَا لَامَسْتُ جُرْحًا فِي الْهَوَىٰ
عَادَتْ وُجُوهُ الشَّوْقِ تُرهقُ كاهِلي
هَلْ تَسْمَعِينَ صَرِيفَ بُؤْسِي حَيْثُمَا
تِيهُ الرُّؤَىٰ يَجْتَاحُ صَمْتَ تَعَقُّلِي
قَدْ كَانَ قَلْبِي لِلْحَنَانِ مَلَاذَهُ
حَتَّى أَمَاطَ لثامَ شوقٍ يَجْتَلي
أَشْكُو إِلَيْكِ وَمَا لِشَكْوَايَ الْصدىٰ
إِلَّا دُخُولكِ فِي النُّفُوسِ وَمَدْخَلِي
هَلْ تَعْلَمِينَ بِأَنَّ قَلْبِي مُتَعَبٌ
مِمَّا أَتَانِي مِنْ مريرِ تًحَمُّلي
إن جئتِ يوماً تَسْأَلِينِي مَا الَّذِي
أَبْقي لَدَيَّ وَقَدْ وَهَبْتُ مؤَهِّلي
ماهَمَّني إن صار وجدي فارغاً
أفديك عمري إن أتَيتِ منازلي
لو كَانَ حَظْوي فِي دِمَائِك فَاعْلَمِي
أَنِّي عَلَىٰ أَمْرِ الْهَوَىٰ إن تَعْدلي
مَا عُدْتُ أَحْسِبُ فِي الْغَرَامِ مَتَاعباً
مَا دُمْتِ تَحْيِينِي وَأَنْتِ مُؤَمَّلِي
لَوْ كَانَ قَلْبِي يَعْرِفُ الصَّبْرَ الَّذِي
يُجْزِي لِعِشْقٍ مَاانْزَوُىٰ فِي وَابِلِي
وَيَطُوفُ فِي قَلَقِي ظِلَالُ رُؤَاكِ لِي
حَتَّى أَرَاكِ بِمَنْسكي وَتَرَحُّلي
مَهْمَا اتَّقَيْتُ الْنور مِنْ عَيْنِ الْهَوَى
عَادَتْ خُطَاكِ إلى طَرِيقِ تَوَاصلي
ما كُنْتِ إِلَّا نَبْضَ صِدْقٍ صَادِقٍ
أعْطِي الْحَيَاةَ لِحالمٍ كي يعتلي
وَأعُودُ في ذِكْرَىٰ الْجَمِيل مُبَجَّلاً
حَتَّى أجَدِّدَ فِي الضُّلُوعِ تَرَهُّلِي
فَأَرَى الدِّيَارَ وَقَدْ سَرَى فِيهَا الْمُنَى
ما دمتِ فَوْقَ جَبِينِهَا لم تًرْحَلِي
وَيَصُوغُ لَيْلِي مِنْ رُؤَاكِ حَدِيثَهُ
حَتَّى يغَيِّبَ فِي الظٌَلام تَوَسُّلِي
فَإِذَا جَرَىٰ الدَّمْعُ الَّذِي أَخْفَيْتُهُ
سألت خدودي دمعها كي تُسْأَلِي
لَا زِلْتُ أُخْفِي فِي الْحَنَايَا سِرَّهَا
سِرٌّ مُقِيمٌ فِي فُؤَادٍي يَخْتَلي
قَدْ يَعْرِفُ الْعُشَّاقُ مَا قَدْ أَنْتِ فِي
عَيْنِي وَفِي رُوحِي وَكُلِّ تأصُّلي
أَمْ أَنَّهَا الْأَيَّامُ تُعْطِي بَعْضَهَا
مَنْ كانَ في صدقٍ يدانُ ويَبْتَلي
هذَا هَوَاكِ وَقَدْ بَقِيتُ مُجَاهِدًا
ألتاع في ذكرى لِيومِ تزلزلي
قَدْ هَاجَ فِي صَدْرِي حَنِينٌ مُوقِدٌ
حتى خِصَامكِ مرهقٌ إن تـفْصِلي
ما زال شَكِّي في هواك مغيباً
وَيَشَدُّ نبضي للهوىٰ وتأمُّلي
مَا عُدْتُ أَدْرِيني لأيٍّ ساقَنِي
حَتَّى هلكتُ وكان وصبكِ مًعْقلي
أَفْنَيْتُ عُمْرِي للوفاءِ ولم أزل
فأَتَيتِ طَيْفاً للْهَوَى كي تُمْهِلي
لَوْ كَانَ صَبْرِي يَعْرِفُ الْهَوْنَ الَّذِي
يَهَبُ السَّلَاوَةَ مَا تَرْفَعْ عَنْ عَلِِي
هَلْ تَسْمَعِينَ صَرِيرَ قَلْبٍ حَائِرٍ
يَهْوِي إِلَى عَيْنَيْكِ مٍثْلَ تَجَنْدلي
يَا وَجْدَ رُوحِي كَيْفَ صِرْتِ حَصَاتَهَا
تَتَدَحْرَجِينَ عَلَى الضُّلُوعِ فتََصْقلي
مَا كُنْتُ أَعْرِفُ لِلْغَرَامِ مَسَالِكًا
حَتَّى دَخَلْتِ وَكُنْتِ أَحْسَنَ مَدْخَلِي
وَبَعَثْتِ فِي قَلْبِي ضِيَاءَ صَبَابَةٍ
تَسْرِي بِهَا أَحْلَامُ عُمْرٍ يَنْسلي
وَجَعَلْتِ لَيْلِي مِنْ رُؤَاكِ قَصِيدَةً
نُثِرَتِ بِهَا أَضْوَاءَ بَدْرٍ يَعْتَلِي
إِنْ كُنْتِ سَكْنَى فِي دِمَائِي فَاعْلَمِي
أَنِّي لِوَجْهِكِ قَائِمٌ لا تَغْفَلي
ٍمَا زِلْتُ أَحْيَا بِانْتِظَارِ تواصلٍ
يحْيَي رُؤَاكِ ، وَرجوتي أَنْ تُقْبِلِي
يَا بَحْر صَبْرِي هَلْ سَمِعْتَ تَوَجُّعِي
أَمْ كُنْتَ تُخْفِي دَمْعَ قَلْبٍ يَصْطَلِي؟
لَوْ كَانَ قَلْبِي يَعْرِفُ الْمَحْوَ الَّذِي
يَمْحُو الْأَسَى عَنْ كل شوقٍ يعتلي
لسَمِعْتُ صَوْتَ الْخَافِقَيْنِ وَهَمْسَهُم
وًمًسَحْتُ عنهم كلَّ دمعٍ يَغْتَلي
لَمَّا اتَّقَيْتُ اللَّوْمَ من عَيْنِ الْهَوَىٰ
دَعَسَتْ خُطَاكِ مسالكي كي تُوغِلي
ما كُنْتِ إِلَّا مِثْلَ نَبْضٍ صَادِقٍ
يُحْيِي صَبَاحًا من مساءِ تَمَلْملي
وَتَعُودُ ذِكْرَاكِ الْمُعَطَّرُ نَسَمَهَا
حَتَّىٰ تُقَبِّلَ دَعْوَتِي وَتَوَسُّلِي
فَأَرَى الْأَمَاكِنَ قَدْ سَرَىٰ فِيهَا الْمُنَى
مَا دُمْتِ فَوْقَ جَبِينِهَا لم تَرحلي
قَدْ ضَيئ دَرْباً مِنْ رُؤَاكِ عُبُورُهُ
حَتَّى قضيتِ على ضِّيَاءِ تَجَلُّلِي
وَإِذَا بَكَاك القلب مِنْ فَرْطِ الْجَوَىٰ
سألت جِرَاحِي هل أتيتِّ لِتُسْأَلِي
هلْ يَعْرِفُ الْعُشَّاقُ مَا آلَ الْهَوَىٰ؟
أَمْ كَيْفَ يَجْهَلُ سِرَّهُ مَنْ يَعْتَلِي
يَا مَنْ جَعَلْتِ الليل يَضْحَكُ لِلَّظَىٰ
مَا زِلْتِ أخشىٓ من نسيم تُعَلُّلي
هذا هواك وَقَدْ بَقِيتُ مُجَاهِدًا
كي لا تدانَ عواطفي بتجمُّلي
يَا بَحْرَ شَوْقِي هَلْ تُرَدِّدُ هَمْسَتِي
أَمْ أَنَّنِي أَغْرَقْتُ فِيكَ تَأَمُّلِي
ما زَالَ حُبُّك فِي فؤادي نابضاً
ويشد قلبي للهوى فَتَدَلَّلى
بقلم سوريانا
السفير د. مروان كوجر
تعليقات
إرسال تعليق