كفنُ الأحلام...أ. سناء شمه
كفنُ الأحلام
أيُّها المستوطنُ في جزيرةِ الغرباء،
عبثًا تُحاول... وأن تُحاول.
فما بيننا باتَ الفجرُ عَدَم،
وعصافيرُ الصبحِ أخرستها
تواشيحُ الحزنِ تُغنّي بألَم.
كفاكَ تغرسُ في الرمادِ
تحسَبُهُ وردًا،
وتسقيهِ من عينِ ملحٍ،
لا تجني منهُ سوى نَدَم.
تلك المسافاتُ التي أوجدتَها،
كأنّها قُربانٌ استبحتَهُ في يومِ عيد،
وما جرى من مُقلتَيك
غيرُ دمعٍ ونفخةِ همٍّ لا تُطَاق.
كيفَ تفتحُ فؤادًا
تصدّأت أقفالُه؟
وأنتَ من أضاعَ الودَّ... وهَدَم.
رياحُ وصالكَ ذرّت سوادًا
فاقَ أعاصيرَ الجنون،
لا موطِأَ لها — كسّرت نوافذَ فجري،
وبِتُّ ساهرةَ الوجدِ
وأوجاعٌ لم تَنَم.
فقأتَ الأماني قبلَ بلوغِها،
وعصاكَ تاهتْ في دربِ العاشقين،
فكيفَ السبيلُ إلى القِمم؟
عبثًا تُحاول... وألف تُحاول.
ها أنا سائحةٌ في حضرةِ النجوم،
وأنتَ أراكَ تجثو
على هشيمِ فِراقٍ
تمضغُ الهجرَ بأنيابِ الندم.
فلتبقَ في جزيرتِكَ المنكوبة،
لا يُداويكَ عطّارُ البراري،
جلدُكَ ما عادَ يتنفّسُ هناءةً،
وأنّى له الفِرارُ من السَّقم؟
إنْ رَجوتَ تنهيدةَ عشقٍ مرّةً،
فلا تقل: أفيضي عليّ من الماء —
لم يبقَ من جبالِ الثلجِ شيء.
انتهينا...
ما عادَ الصلحُ بيننا،
وشجرُ الزيتونِ لن يطرحَ الغفران.
فضاءٌ خاوٍ يسطو عليّ،
يقتادني أسيرةً إلى النسيان،
ولن تَعد تُبالي
لصرخاتِ قلمٍ خُذلَ بالحنين.
عبثًا تُجادل،
لو مزّقتَ كفنَ الأحلام في براءةٍ،
لن تطرقَ بابًا داهمتْهُ
غربانٌ تنطقُ نَدَم.
بقلمي /سناء شمه
العراق
تعليقات
إرسال تعليق