إيماءةٌ لا تُرى // بقلم أ. ذ. أحمد بلال
إيماءةٌ لا تُرى
في فجوة بين نبضتين،
تتسلل فكرة واهنة،
تغير اتجاه الغبار،
وتوقظ ناموس الأشياء،
دون أن تحدث صوتًا.
ظل رقيق
يعبر فوق المألوف،
يلمس ظاهر النهار،
ويترك فيه ميلًا صغيرًا،
يكبر كأن الزمن
يتعلم الانحراف لأول مرة.
لا أحد يصغي للهمس الخافت،
ينهض شيء مجهول،
يختبر حدود الضوء،
يقلب ترتيب الظلال،
يصوغ للنهار
شكلًا جديدًا،
لا تدركه العيون سريعًا.
تحت قشرة الصمت،
تتكور حكمة قديمة،
كحجر دافئ في باطن الغياب،
لا تعلن نفسها،
لكنها ترجح الميزان
بإيماءة لا تلتقط.
يمضي كل هذا
كما تمر نسمة على صفحة الماء،
تبدل دوائرها،
وتبقى اليد التي أحدثت الأثر
خارج الحكاية.
تتقدم الخطى ببطء محسوب،
تستعير من الغيم تحوله،
من الليل حجته،
ومن الفجر سكينته،
لتفتح بابًا في الهواء،
لا يراه إلا قلب
اعتاد أن يشك بحنان.
ذ. أحمد بلال
تعليقات
إرسال تعليق