سَكَبتُ الشِّعْرَ..عبد الحبيب محمد
سَكَبتُ الشِّعْرَ
سَكَبتُ الشِّعْرَ أَلْحانًا وَوَزْنًا
كَأَنِّي الغَيْمُ لِلأَمْطارِ شَنًّا
أَصُبُّ القَوْلَ مِنْ شَفَتَيَّ خَمْرًا
تُذِيبُ بِنَشوَةٍ إِنْسًا وَجَنًّا
لَعَمْرُكِ إِنَّ فِي الوِجْدانِ نارًا
إِذا هاجَتْ تُحِيلُ الصَّخْرَ فَنًّا
حُرُوفٌ لا يُشَقُّ لَها غُبارٌ
تَفُوقُ الخَصمَ أوزَانًا وَمَعْنًى
فَإِنْ سَارَ القَرِيضُ بِرَاحَتَيَّ
أُقَلِّبُ حَرْفَهُ ظَهْرًا وَبَطْنًا
لأَنِّي وَالبَلاغَةُ فِي وِفَاقٍ
تُطاوِعُنِي وَتَأْتِي حَيْثُ كُنّا
فَلَوْ مَا البُحْتُرِيّ رَأَى حُرُوفِي
لَجَـادَ بِمَدحِهَا حُبًّا وَأَثْنَى
وَمَا كَلَمِي سِوَى وَردٍ وَطَيبٍ
إِذا هَبّت رِياحُ البَوْحِ فِحنَا
رَمَيْتُ الحَرْفَ فِي الوَاحَاتِ حُبًّا
فَعَانَى الحَرْفُ هِجْرَانًا وَغُبنَا
فَلَا أَدْرِي أَعَيْبٌ فِي حُرُوفِي
أَمِ العَاهَاتُ فِي فِكرِ المُعَنّى
تَرَاهُ يُنَمِّقُ التَّعْلِيقَ زُورًا
إِذَا مَا الإِسمِ فِي المَنشُورِ لُبنَى
يُقِيمُ دِرَاسَةً وَيُصُوغُ نَقْدًا
وَلَو تَبدُو الحُرُوفُ بِغَيْرِ مَعْنَى
وَيَعْشَى أَنْ يَرَى الأِبْدَاعَ نُورًا
وَلَيْسَ يُقِيمُ لِلْأَنْوَارِ وَزْنًا
إِذَا الأَرْوَاحُ يَسْكُنُهَا جَمَالٌ
تُرِى العَيْنَينِ فِي الأَشْيَاءِ حُسْنًا
بقلمي عبدالحبيب محمد
تعليقات
إرسال تعليق