مرُّ الغياب...بقلم ✍️ لطيفة يونس
مرُّ الغياب
الغياب لا يُروَّض، ولا يُختَصر في اعتيادٍ زائفٍ ، أو صبرٍ مُتعبٍ
كلّ مرّةٍ يغيب فيها أحدهم، ينكسر في داخلك شيءٌ كان صعبٌ تتماسكه.
تظنّ أنك أقوى، أنك أصبحت تفهمُ الوداع، لكنّك في الحقيقة لم تفعلْ سوى أن تؤجّلَ لحظةَ الانهيارِ القادمة.
الغيابُ ثقيلٌ، يُقيمُ في صدرِك كغيمةٍ لا تمطر، يُربكُ أنفاسك، ويعلّق الأيام في حلقةٍ من الانتظار.
لا يُعنى بعدد من ودّعك، ولا بحجمِ الكلماتِ التي قيلت لتخفيفِ الرحيل؛ لأنّ كلّ غيابٍ، مهما تكرّر، يبقى جديدًا في وجعِه، طازجًا في مرارتِه، حارقًا كأولِ مرة.
كم هو مُرٌّ هذا الذي ينتزعُ الإنسانَ من الإنسانِ،
يتركُ خلفَهُ فراغًا لا يُملأ، وصوتًا صامتًا يردّد:
لا أحدَ يعتادُ الغياب،
ولا أحدَ يخرجُ منه كما كان قبلَه.
بقلمي ✍️
تعليقات
إرسال تعليق