أنوثة بلا اعتذار بقلم : سمير الخطيب

 أنوثة بلا اعتذار

بقلم : سمير الخطيب 


تقف أمام المرآة

كمن يقف أمام جسده للمرّة الأولى دون وسطاء.

لا تسأل عن الملامح،

بل عن تلك الرجفة الخفيفة

التي تمرّ تحت الجلد

حين يقترب الضوء أكثر مما ينبغي.


عينها المشرعة

تعرف ما تريد أن تراه،

وتعرف أيضًا

ما تختار أن تؤجّله.

في نظرتها حرارةٌ مضبوطة،

كأنها تعلّمت عبر السنين

كيف تُبقي الرغبة يقظة

من دون أن تتركها تفيض.


المرآة تصغي،

تفهم لغة الانحناءة البسيطة في الكتف،

وتفهم معنى الابتسامة

حين تكون مجرّد إشارة

لا دعوة.


هذا الجسد لا يُعلن نفسه،

لكنه لا يعتذر عن حضوره.

أنوثة تعرف وزنها،

وتعرف أن الإيحاء

حين يُتقن

أشدّ وقعًا

من أي كشفٍ مباشر.


هكذا تقف المرأة في الصورة:

ممتلئة بذاتها،

هادئة بما يكفي

لتجعل الصمت

يتكلم عنها.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا التقينا ،،سعد عبد الله تايه

(( وعود وأشتياق حنين وأغترآب))...ياسر الشابورى

🌠كلمات لا كالكلمات د. نوال حمود